داعش يعيّن والياً جديداً لحلب ويحاول إعادة تنظيم صفوفه في سوريا

أجرى تنظيم «داعش» تغييرات في هيكله التنظيمي داخل سوريا، تمثلت بتعيين القيادي المعروف باسم «أبو دجانة الجبوري» والياً على محافظة حلب، في مؤشر على سعي التنظيم إلى إعادة ترتيب صفوفه ومواجهة المتغيرات الميدانية والسياسية المتسارعة في البلاد، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـصحيفة «الشرق الأوسط».

وبحسب المعلومات، فإن «أبو دجانة» ينحدر من مدينة حلب، وهو من القياديين السابقين في «جبهة النصرة». وقد شارك في القتال في العراق بعد الغزو الأميركي من العام 2003 حتى العام 2009، قبل أن يعود إلى سوريا ويقضي عامين في سجن صيدنايا. لاحقاً، برز كأحد الوجوه البارزة في معسكرات “النصرة”، قبل انشقاقه وانضمامه إلى “داعش” في العام 2014.

ويمثل تعيينه – بحسب المصادر – خطوة استراتيجية من قبل التنظيم، نظرًا لخبرته الأمنية والتنظيمية، ومعرفته ببنية «هيئة تحرير الشام» التي تُعد القوة المهيمنة في مناطق شمال غرب سوريا. كما يحمل القرار أبعادًا اجتماعية، إذ ينتمي «الجبوري» إلى عشيرة واسعة الانتشار بين سوريا والعراق، ما قد يساهم في تعزيز نفوذ التنظيم بين الأوساط العشائرية المتأثرة بالتحولات السياسية الأخيرة، لا سيما بعد الانفتاح الذي أبدته حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع على واشنطن و”اسرائيل”، والذي أثار جدلاً في بعض الأوساط الإسلامية المتشددة.

 

تصعيد إعلامي وعمليات محدودة

بالتوازي مع هذا التغيير، تبنّى تنظيم «داعش» مؤخرًا عمليتين في بادية السويداء، استهدفتا مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية و«جيش سوريا الحرة»، المدعوم أميركيًا والمتمركز في قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن والعراق. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن العمليتين عبر منصات إعلامية مقربة، في خطوة تُعد من الحالات النادرة منذ فترة.

ووفق بيانات نشرها التنظيم عبر مجلته الأسبوعية «النبأ»، فقد ارتفع معدل هجماته الشهرية منذ بدء القوات الأميركية خفض وجودها في سوريا في أبريل/نيسان 2025، من نحو خمس عمليات إلى أكثر من 14 هجومًا شهريًا. لكن هذه الهجمات بقيت محدودة التأثير، إذ تعتمد على خلايا صغيرة تنفذ تفجيرات بعبوات ناسفة أو عمليات اغتيال، غالبًا ضد عناصر من «قسد» أو القوات الحكومية.

وفي السياق ذاته، رصد تصعيد في الخطاب الإعلامي للتنظيم، الذي دعا في افتتاحياته إلى تنفيذ عمليات في كل مكان وبجميع الوسائل المتاحة، سواء من خلال عناصر التنظيم أو من يسمّون بـ«الذئاب المنفردة».

إقرأ أيضاً: الأمن السوري يضبط خلية لتنظيم داعش في ريف دمشق

إقرأ أيضا: مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: داعش يستهدف الحكومة السورية الجديدة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام

أبو دجانة الجبوريحلبداعش
Comments (0)
Add Comment