تسجّل أسعار الحلويات في الأسواق السورية ارتفاعاً متواصلاً مع اقتراب عيد الأضحى، في ظل مجموعة من العوامل المؤثرة التي أوضحتها جمعية الحرفيين في دمشق، أبرزها نقص اليد العاملة وارتفاع أجورها.
وقال رئيس جمعية الحلويات في دمشق، بسام قلعجي، إن سوق الحلويات يعاني من تراجع في توفر الكوادر الماهرة، ما أدى إلى ارتفاع أجور العاملين بشكل ملحوظ، موضحاً أن كلفة العمالة أصبحت تتجاوز تكلفة المواد الأولية التي شهدت انخفاضاً نسبياً خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف قلعجي أن العاملين في القطاع باتوا يفرضون شروطهم بسبب ارتفاع تكاليف النقل، حيث ارتفع بدل التنقل اليومي من نحو 1000 ليرة إلى 5000 ليرة سورية، ما انعكس على أسعار المنتجات النهائية.
وأشار إلى أن أسعار الحلويات تختلف من محل لآخر، تبعاً لجودة المواد المستخدمة وطبيعة خطوط الإنتاج، موضحاً أن بعض المحال، خصوصاً المصنفة “درجة ممتازة”، تستخدم مواداً فاخرة وتقنيات تصنيع دقيقة تستهدف الشريحة المقتدرة من الزبائن، ما يسهم في رفع الأسعار.
كما لفت إلى أن بعض الأصناف الفاخرة تتطلب ما أسماه “حساً مرهفاً” في التصنيع، وهي مخصصة لما وصفه بـ”الطبقة الأرستقراطية” في البلاد، ما يجعل كلفتها أعلى من الأصناف التقليدية.
وبيّن قلعجي أن المحال تواجه ضغطاً مالياً كبيراً بعد انتهاء مواسم الأعياد، حيث تنخفض المبيعات بنسبة تصل إلى 80%، ما يفرض أعباء تشغيلية وثابتة تُعوض برفع الأسعار. كما أشار إلى ارتفاع الضرائب والرسوم المفروضة على القطاع هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مما ساهم أيضاً في رفع الأسعار النهائية.
ورغم هذه التحديات، أكد قلعجي أن هناك محالاً ما تزال تقدّم منتجات بأسعار “معقولة جداً”، بحسب نوعية الإنتاج ومواده.