الشرع يستقبل وزير الخارجية الألماني في دمشق
استقبل الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، في العاصمة دمشق، وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول والوفد المرافق له، في زيارة رسمية تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني.
ووفق بيان نشرته وزارة الخارجية والمغتربين السورية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، تناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد البيان أن الجانبين شددا على أهمية الحوار الدبلوماسي والتواصل المباشر كوسيلة لدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز فرص التعاون المتبادل “بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين”، بحسب تعبير البيان.
رسائل ألمانية في دمشق
وكان الوزير الألماني يوهان فاديفول قد أعلن في وقت سابق عزمه زيارة دمشق، قائلاً في بيان صدر عن وزارة الخارجية الألمانية إنّ بلاده “تسعى إلى دعم الشعب السوري في بناء مستقبل جديد بعد تجاوز دكتاتورية الأسد”.
وأضاف فاديفول: “تواجه سوريا تحديات هائلة، وهي بحاجة إلى حكومة تضمن لجميع المواطنين والمواطنات، بغضّ النظر عن الجنس أو الانتماء الديني أو العرقي أو الاجتماعي، حياة يسودها الكرامة والأمان. وهذا هو الشرط الأساسي لبناء سوريا حرة وآمنة ومستقرة، وسأؤكد على ذلك خلال محادثاتي هناك”.
وتُعد تصريحات الوزير الألماني إشارة واضحة إلى توجّه أوروبي جديد تجاه دمشق، يقوم على مبدأ “الانخراط المشروط” ودعم مسار التحول السياسي والاقتصادي في البلاد، بالتوازي مع تعزيز التواصل الدبلوماسي.
برلين: استقرار سوريا مصلحة ألمانية
وخلال حديثه للصحفيين قبل زيارته، أوضح فاديفول أنّ ما يجري في سوريا “له تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على ألمانيا”، مؤكداً أن استقرار سوريا يصبّ في المصلحة الألمانية، خصوصاً في ما يتعلق بملفات الهجرة، والأمن الإقليمي، ومحاربة التطرف.
وأشار الوزير الألماني إلى مساهمة بلاده في رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ودعم برامج المساعدات الإنسانية وإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، إلى جانب التوسع في أعمال السفارة الألمانية في دمشق، تمهيداً لإعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية.
كما كشف فاديفول عن اهتمام شركات ألمانية بالاستثمار في الاقتصاد السوري، في مجالات البنية التحتية والطاقة والخدمات، ضمن إطار التعاون الجديد بين البلدين.
انفتاح أوروبي تدريجي
تأتي زيارة فاديفول إلى دمشق في وقت يشهد فيه الملف السوري تحولات دبلوماسية متسارعة، مع عودة عدد من الدول العربية والأوروبية إلى تفعيل قنوات التواصل السياسي والاقتصادي مع الحكومة السورية بعد سنوات من القطيعة.
ويرى مراقبون أن اللقاء بين الرئيس الشرع والوزير الألماني يمثل خطوة إضافية في مسار إعادة دمج سوريا في النظامين العربي والأوروبي، ويعكس تزايد القناعة الأوروبية بأن الاستقرار في سوريا شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط بأكمله.
اقرأ أيضاً:دمشق تراهن على الأشهر المقبلة: وزير الاقتصاد السوري يتوقع رفع العقوبات الأميركية
 
			 
				