بعد اعتقاله وإطلاق سراحه: مقتل أحمد البدري عقب إنزال جوي مشترك للتحالف ودمشق
في تطور غير مسبوق قرب العاصمة دمشق، قُتل أحمد عبد الله المسعود البدري متأثراً بجراحه بعد ساعات من إفراج التحالف الدولي عنه، إثر اعتقاله خلال عملية إنزال جوي مشتركة.
نفذت قوات أميركية، بمشاركة وحدات أمنية من الحكومة السورية الانتقالية، عملية الإنزال فجر الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025 في مدينة الضمير بريف دمشق. وتُعدّ هذه الحادثة أول عملية إنزال من نوعها في المنطقة منذ بدء التنسيق الأمني المعلن بين دمشق وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة.
عملية مشتركة انتهت بخطأ استخباراتي
وبحسب مصادر محلية، أُصيب البدري أثناء المداهمة التي استهدفته للاشتباه بانتمائه لتنظيم “داعش”، حيث اعتُقد أنه مقاتل عائد حديثاً من البادية السورية. لكن تبيّن لاحقاً أن المعلومات الاستخباراتية كانت مغلوطة، ليُفرج عنه بعد إصابته.
نُقل البدري مصاباً إلى أحد المراكز الطبية، لكنه فارق الحياة لاحقاً في مشفى حرستا متأثراً بجراحه. وتثير عملية مقتل هذه تساؤلات، خصوصاً وأن البدري كان قد ظهر في أيلول/سبتمبر الماضي برفقة نائب محافظ ريف دمشق، محمد عامر، أثناء استقباله لوفد حكومي في منزله بالضمير.
تزايد التعاون بين دمشق وواشنطن
لم يُصدر التحالف الدولي أي بيان رسمي حول الواقعة. واقتصر الموقف الأميركي على تعليق للمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس براك، الذي كتب عبر منصة “إكس”: “سوريا عادت إلى صفنا”، في إشارة إلى التعاون المتزايد بين الولايات المتحدة والسلطة الانتقالية السورية في مجال مكافحة الإرهاب.
من جهته، أكد مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، تشارلز ليستر، تنفيذ قوات خاصة أميركية إنزالاً بطائرات مروحية في مدينة الضمير، “بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية”، بهدف اعتقال عنصر من “داعش” يُدعى أحمد عبد الله البدري.
وأشار ليستر إلى أن هذه هي “العملية الخامسة المشتركة بين الولايات المتحدة وسوريا منذ تموز/يوليو الماضي”، مؤكداً أن هذا التنسيق المتزايد يأتي في ظل دراسة واشنطن إدخال سوريا رسمياً في التحالف الدولي لهزيمة “داعش”، مع تعاون استخباراتي متنامٍ بين أجهزة الأمن السورية ووكالات الاستخبارات الأميركية منذ الصيف الماضي.
صمت سوري رسمي و”بيان التفكيك”
في المقابل، التزمت السلطات السورية الصمت الكامل وتجنبت وسائل الإعلام الرسمية التعليق على الحادثة. واكتفت وزارة الداخلية السورية بالإشارة إلى “نجاح عملية أمنية نوعية ضد خلية إرهابية في ريف دمشق”، دون ذكر تفاصيل أو أسماء.
اقرأ أيضاً:عملية أميركية سورية مشتركة في ريف دمشق.. وباراك: سوريا عادت إلى صفنا
اقرأ أيضاً:بدعم من التحالف الدولي.. تشكيل عسكري جديد في السويداء ما هدف واشنطن؟