أزمة حادة في مشافي الأمراض النفسية بسوريا: نقص الأخصائيين وتزايد مرضى الفصام

كشفت إدارتا مشفَيَي ابن سينا في دمشق وابن خلدون في حلب، للأمراض النفسية عن أزمة خانقة في توفر الأخصائيين النفسيين، وسط ارتفاع كبير في أعداد المرضى، خاصة من المصابين بالفصام المزمن والاضطرابات الذهانية، في ظل استمرار تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عامًا.

نقص حاد في الكوادر الطبية:

وقال الدكتور عبدالله الضاهر، مدير مشفى ابن سينا للأمراض النفسية والعقلية، لموقع “هاشتاغ” إن عدد الأخصائيين النفسيين لا يتجاوز 3 فقط، مقابل أكثر من 450 مريضًا، وهو ما يجعل العبء اليومي يفوق القدرة الاستيعابية للكادر الطبي، الذي كان يبلغ 15 طبيبًا قبل عام 2011.

وأكد الضاهر أن السبب الرئيسي للعزوف عن العمل في هذا القطاع يعود إلى ضعف الرواتب وغياب الحوافز، ما يدفع المشفى للاعتماد بشكل أساسي على كوادر التمريض ذوي الخبرة، رغم الحاجة الكبيرة إلى اختصاصيين نفسيين مؤهلين.

طاقة استيعابية متدهورة وأدوية بالكاد تكفي:

أوضح مدير المشفى أن الطاقة الاستيعابية الرسمية تبلغ 520 سريرًا، منها 450 سريرًا فعّالًا حاليًا، مع القدرة على استقبال حتى 600 مريض، إلا أن بعض الأجنحة بحاجة لصيانة، وهناك أبنية لم تُستكمل بعد. كما أن الأدوية متوفرة بالحد الأدنى، ما يضطر الأهالي أحيانًا لتأمينها من خارج المشفى.

مشفى ابن خلدون: طبيبان فقط لـ270 مريضًا:

وفي محافظة حلب، أكد الدكتور موفق عموري، مدير عام مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية، أن التحدي الأكبر يتمثل في نقص الأطباء والمعالجين النفسيين، حيث يخدم المشفى نحو 270 مريضًا بطبيبين اختصاصيين فقط.

وأشار عموري إلى أن الخطر النفسي والجسدي الذي يواجهه العاملون في هذه المؤسسات، إلى جانب تدني الأجور، ساهم في عزوف الأطباء والمتخصصين عن العمل في هذا المجال. كما أكد أن الفصام والاضطرابات الذهانية تشكّل النسبة الأكبر من الحالات، في ظل غياب الرعاية المجتمعية والدعم النفسي المتكامل.

دعوات لتوسيع خدمات الصحة النفسية في سوريا:

وشدّد عموري على ضرورة إيصال خدمات الصحة النفسية إلى كل بيت سوري، عبر تأهيل كوادر متخصصة ورفع مستوى الوعي، لمواجهة التأثيرات النفسية العميقة التي خلّفتها الحرب، والتي باتت واضحة في معظم البيوت السورية.

إقرأ أيضاً: تجارة الصحة النفسية في سوريا: كيف يستغل غير المؤهلين حاجة الناس؟

إقرأ أيضاً: مشافي سوريا: انهيار الطبابة المجانية وتحوّل المشافي إلى هياكل مفرغة