باحث سوري يدعو لإنقاذ دمشق من الإقصاء الإداري والتحامل على أهلها..
وجه الباحث الاقتصادي السوري عصام تيزيني نداءً عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، دعا فيه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع إلى التدخل الفوري لـ”إنصاف دمشق وأهلها”، محذرًا من تصاعد الاحتقان الاجتماعي نتيجة ما وصفه بـ”التحامل المنهجي” على سكان العاصمة، وخاصة الدمشقيين.
دمشق… المدينة التي تعاني في الظل:
أشار تيزيني إلى أن الفرحة التي عاشتها دمشق بعد التحرير بدأت تخبو بسبب “سلوك الإدارات المحلية والخدمية” التي تدير شؤون العاصمة، حيث تعاني المدينة، على حد قوله، من تهميش مقصود وتمييز إداري واضح ضد سكانها الأصليين.
وبحسب تيزيني، فإن هناك صراعًا صامتًا بين من وصفهم بـ”الفاتحين العائدين” – أي من يصفون أنفسهم أبناء الثورة الذين عادوا لتولي المناصب – وبين “المرابطين”، في إشارة إلى الدمشقيين الذين بقوا في المدينة طوال فترة الحرب، واحتضنوا أهالي المناطق الأخرى، وشاركوا في دعم البلاد اقتصاديًا ولوجستيًا.
اتهامات بالتحامل على الدمشقيين تحت غطاء الثورة:
أكد الباحث أن هناك تحاملًا واضحًا على الدمشقيين من قبل بعض النافذين المتسلطين في بعض مفاصل صنع القرار والحجة دوما “أنتو الشوام حاجتكم” كمثال على الخطاب التمييزي المتداول داخل بعض دوائر صنع القرار، رغم أن الدمشقيين – كما قال – “فتحوا بيوتهم للثوار، وزودوا المدن الثائرة بالاحتياجات خلال السنوات الأولى من الحرب”.
مقارنة قاتمة بين دمشق ومدن سورية أخرى:
تيزيني سلط الضوء على الفرق الشاسع في التعافي المدني والخدمي بين دمشق ومدن سورية أخرى مثل حلب، حمص، دير الزور، ودرعا، مشيرًا إلى أن المجتمع المدني في هذه المدن يواصل العمل ليلًا ونهارًا، في حين تغرق دمشق في الظلام والتهميش الإداري.
وضرب مثالًا على ذلك بساحة الأمويين في دمشق، التي وصفها بـ”الحزينة والمظلمة”، مقارنة بـ”ساحة سعد الله الجابري” في حلب التي تنبض بالحياة ليلًا، وشارع الدبلان في حمص مقابل سوق الصالحية الدمشقي، مؤكدًا أن المشهد في العاصمة يوحي بـ”غياب تام للحياة”، والسبب برأيه هو التمييز الممنهج ضد أبناء المدينة، قائلاً: “السبب أن التحامل والتنمر على أهل دمشق بلغ حدودا مزعجه.. نعم هم متذمرون.. مستاؤون من أداء كل الجهات الإدارية الحكومية..!! هذا واقع لا يخطئه مهتم ولا متابع.. وكل الوقائع تثبت ما سبق”.
تحذير من تفكك اجتماعي قادم إذا استمرت السياسات الإقصائية:
وفي تحذير مباشر، نبّه تيزيني إلى أن استمرار التهميش والتحامل على الدمشقيين قد يؤدي إلى “تشكل قوى يائسة ناقمة”، تدفع باتجاه الهجرة أو الفوضى، أو قد تُعيد إحياء “قوى شريرة نائمة تبحث عن فرصة لشق الصف الوطني”، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية.
وأضاف: للأسف هذا هو الواقع الذي بدأ يتكشف مؤخرا لكل زائر ومحب لدمشق وأهلها..!!
دعوة للتوازن والعدالة في توزيع المسؤوليات:
رغم إشادته بعودة الثوار وتوليهم مناصب قيادية، أكد تيزيني على ضرورة إشراك الدمشقيين في إدارة شؤون مدينتهم، مطالبًا الرئيس الشرع بعدم السماح لبعض المسؤولين “تائهي الرأي” بإفساد فرحة النصر، عبر ممارسات قمعية وتمييزية تُقابل بـ”الاستياء والغضب الشعبي”.
إقرأ أيضاً: أزمة القمامة في دمشق: من مشكلة خدمية إلى هاجس يومي يهدد الصحة العامة
إقرأ أيضاً: بين الإحباط والأمل.. الشارع الدمشقي منقسم حول واقع العاصمة