.زيت الزيتون. السلاح “الخارق” الذي يفعّل “قناصي” المناعة ضد السرطان!

في اكتشاف “هزّ” الأوساط الطبية.. حمض الأوليك يحوّل الخلايا المناعية إلى صواريخ موجهة!

لطالما تربع زيت الزيتون على عرش الموائد، لكن يبدو أن “الذهب السائل” يضيف اليوم لقبًا جديدًا إلى قائمة أوسمته: مُعزّز خارق لترسانة الجسم المناعية ضد السرطان!

في كشف وُصف بـ “الرائد”، أعلنت دراسة علمية حديثة أن حمضًا دهنيًا صحيًا وُجد بوفرة في زيت الزيتون قادر على “شحذ” قوة خلايا مناعية متخصصة لتبدأ هجومها الكاسح على الخلايا السرطانية. وفي المقابل، دقت الدراسة ناقوس الخطر محذرة من نوع آخر من الدهون الشائعة في زيت النخيل واللحوم الدهنية، التي تبيّن أنها قد تُشلّ فعالية هذه الخلايا الدفاعية، مُفسحة المجال لنمو الأورام!

الأوليك والبالمتيك: حرب الدهون في خط الدفاع الأول

الدراسة، الصادرة عن كلية الطب بجامعة هونغ كونغ (HKUMed)، سلطت الضوء على حمض الأوليك (Oleic Acid)، النجم الصاعد في زيت الزيتون، والمكسرات، والأفوكادو. هذا الحمض يعزز بقوة خلايا فريدة تُعرف باسم خلايا “غاما دلتا تي”، وهي مشهورة في الأوساط العلمية بلقب “قناصو” المناعة لقدرتها الاستثنائية على مكافحة السرطان.

ولكن القصة لم تتوقف عند البطل. الدراسة كشفت أيضاً عن “العدو”:

حمض البالمتيك (Palmitic Acid)، الذي يكثر في زيت النخيل، والأطعمة المصنّعة، واللحوم الدهنية. تبيّن أن هذا الحمض يُضعف هذه الخلايا المناعية بشكل خطير، مما يقلل من مقاومة الجسم للأورام الخبيثة.

نُشرت نتائج هذا البحث المثير في مجلة Signal Transduction and Targeted Therapy، لتفتح آفاقًا غير مسبوقة. فبينما كانت العلاقة بين الغذاء والسرطان معقدة، بدأ العلماء الآن في فهم كيف يمكن لنوعية الدهون أن تؤثر مباشرة على قدرة جهاز المناعة على “التعرف” و”القضاء” على الخلايا المريضة.

الفريق البحثي وجد علاقة مباشرة وحاسمة:

مستوى حمض الأوليك في الجسم يتناسب طرديًا مع نجاح العلاجات المناعية للسرطان!

ويؤكد البروفيسور تو وينوي، من جامعة هونغ كونغ، أن هذه النتائج تقدم نصيحة ذهبية:

“تناول أطعمة غنية بحمض الأوليك، مثل زيت الزيتون والأفوكادو، يمكن أن يُعزّز مناعة الجسم، بل ويجعل العلاجات المناعية الحالية للسرطان أكثر فاعلية بشكل دراماتيكي.”

الأكثر إثارة هو اكتشاف أن حمض الأوليك لا يعمل فقط كمقوٍّ، بل لديه القدرة على “إبطال مفعول” التأثيرات الضارة لحمض البالميتيك. لهذا، يشدد البروفيسور تو على أنه “يجب على مرضى السرطان تجنب حمض البالمتيك، والتفكير جديًا في إضافة مكملات حمض الأوليك إلى نظامهم الغذائي لتحسين استجابتهم للعلاج.”

التغذية المخصصة: مستقبل مكافحة السرطان

أوضحت الدراسة أن آلية عمل زيت الزيتون ليست مجرد تكهنات. فقد بيّنت النتائج أن حمض البالمتيك يثبط الخلايا المناعية، بينما حمض الأوليك “يقوم بتنشيطها” عبر آلية تعتمد على بروتين مناعي حيوي يُعرف باسم “إنترفيرون غاما”. وقد أكدت عينات الدم أن المرضى ذوي المستويات الأعلى من الأوليك حققوا نتائج أفضل في العلاج.

بالنسبة لمرضى السرطان، فإن هذا الاكتشاف يحمل وعدًا ثمينًا:

أن تغييرًا بسيطًا في نمط الحياة يمكن أن يشكل فارقًا هائلاً.

الاستراتيجية البسيطة:

الإكثار من الأطعمة الغنية بحمض الأوليك (زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات).

الإجراء الحاسم: التقليل من الأطعمة الغنية بحمض البالمتيك (الأطعمة المصنعة، زيت النخيل، اللحوم الدسمة).

ويختتم البروفيسور تو بقوله:

“هذه الدراسة تفتح الباب على مصراعيه أمام استراتيجيات جديدة، حيث قد تصبح التغذية المخصصة أداة قوية، تُدمج مع الأدوية لتعزيز استجابة الجهاز المناعي، وتحقيق نتائج أفضل لعدد أكبر من المرضى.

إقرأ أيضاً : ثورة صحية: الشاي والقهوة يقللان خطر تطور السرطان.

إقرأ أيضاً : علم المناعة والمطبخ يلتقيان: كيف سيحذّرك طعم الزعتر من العدوى الفيروسية؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

 

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.