الاحتلال يضيّق على مزارعي جباتا الخشب ويمنعهم من الوصول إلى أراضيهم
يواجه المزارعون في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي أوضاعًا متوترة بسبب التضييق الإسرائيلي المتواصل الذي يحول دون وصولهم إلى أراضيهم الزراعية ومراعيهم، في ظل تهديدات متكررة وإطلاق نار تحذيري من قبل قوات الاحتلال المتمركزة في القاعدة العسكرية بالبلدة.
وتمنع قوات الاحتلال، وفق ما يؤكده الأهالي، المزارعين من الاقتراب من أراضيهم بحجة قربها من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وتلجأ إلى استخدام الرصاص التحذيري والقنابل الدخانية لترهيبهم وإجبارهم على الابتعاد، ما تسبب في إصابات وخسائر مادية للمزارعين والمواشي.
تُعد الأراضي الواقعة في محيط أحراش جباتا الخشب مصدر رزق أساسي لعشرات العائلات التي تعتمد عليها في رعي المواشي وقطاف الحشائش وأشجار الزيتون وجمع الحطب، إلا أن هذه الأنشطة أصبحت شبه مستحيلة نتيجة القيود العسكرية الإسرائيلية المفروضة على المنطقة.
خسائر ونزوح داخلي
المزارع خالد الكيوان، الذي يعيش في القطاع الشمالي من جباتا الخشب، فقد منزله وخمسة دونمات من أراضيه بعد سيطرة الاحتلال على أجزاء من المنطقة، واضطر للنزوح شرقًا. يقول الكيوان في حديث لموقع تلفزيون سوريا: “خسرت مصدر رزقي بالكامل، وعندما أحاول استخدام أطراف الأحراش للزراعة أو جمع الزيتون، يطلق الجنود النار في الهواء أو على الأرجل لتخويفنا، وقد أُصيب أحد الشبان أثناء جمع الحطب.”
من جانبه، يصف المزارع عاطف الصالح الوضع بأنه “خنق اقتصادي”، بعد أن خسر نحو أربعة دونمات من أراضيه المزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة.
ويقول الصالح: “إطلاق النار والقنابل الدخانية أصبحا جزءًا من يومنا، نُعامل كغرباء عن أرضنا. لقد حولوا مصدر رزقنا إلى منطقة محظورة.”
ويضيف أن إطلاق النار المتكرر يسبب الذعر للمواشي ويدفعها إلى الهرب أو النفوق، ما يضاعف خسائر المزارعين الذين يعتمدون على تربية الأغنام كمصدر أساسي للدخل.
تصعيد متكرر
في 6 تشرين الأول الجاري، ألقت قوات الاحتلال قنابل دخانية على المزارعين أثناء عملهم في حرش جباتا الخشب، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي وإجبار نحو 13 عائلة على مغادرة المنطقة نحو القطاع الشرقي من البلدة.
وأكدت مصادر محلية أن هذه الأراضي تُعد من أهم المناطق الزراعية في ريف القنيطرة، وتعتمد عليها عشرات العائلات في معيشتها اليومية، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تتكرر بشكل شبه يومي عبر إطلاق نار أو قنابل دخانية، بهدف إبعاد المزارعين عن أراضيهم.
وفي حزيران الماضي، أشعلت قوات الاحتلال حريقًا متعمدًا في الأراضي القريبة من المراعي شمال البلدة، ما أدى إلى انفجار لغم أرضي وتوسع رقعة النيران، قبل أن تتدخل قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (الأندوف) لإخمادها.
شكاوى دون استجابة
تقول مصادر أهلية من البلدة إن الأهالي تقدموا بشكاوى إلى وزارة الزراعة في دمشق مطالبين بالتدخل لإيجاد آلية تنسيق مع قوات “الأندوف” تتيح لهم دخول أراضيهم في أوقات محددة، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة ملموسة حتى الآن.
كما أوضح عدد من المزارعين أنهم تقدموا بشكاوى مباشرة إلى عناصر الأندوف خلال استبيانات ميدانية في القرى الحدودية، غير أن تلك الشكاوى لم تُترجم إلى إجراءات عملية.
وطلب المزارعون من وزارة الزراعة تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء التضييق والتجريف، إلا أن الوعود التي تلقوها لم تُنفذ حتى الآن.
تمسّك بالأرض رغم التضييق
يؤكد أهالي جباتا الخشب أنهم لا ينوون مغادرة أراضيهم أو التخلي عنها رغم التهديدات المتكررة، مشيرين إلى أن مطالبهم تقتصر على ضمان حقهم في الوصول إلى أراضيهم بأمان، بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموجودة في المنطقة.
ويقول أحد المزارعين:“نحن لا نطلب أكثر من حقنا في العيش من أرضنا. التضييق الإسرائيلي المستمر جعل حياتنا صعبة، لكننا باقون هنا حتى نجد حلاً يوقف هذه الانتهاكات.”
اقرأ أيضاً:توغلات متكررة: 8 آليات إسرائيلية تقتحم طريقًا في ريف القنيطرة الجنوبي