إدمان الشاشات: الألعاب الإلكترونية تُغيّر دماغ طفلك وتُحوّله إلى العزلة”
الوجه المظلم للشاشات: الأضرار النفسية والعقلية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
هل تحوّل اللعب إلى عزلة وعدوان؟ الألعاب الإلكترونية لا تهدد التحصيل الدراسي فحسب، بل تُحدث تغييرات هيكلية في دماغ الطفل.
أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من روتين الطفولة الحديثة، خاصة بعد أن اعتمدها الأطفال وسيلة للتواصل خلال فترات العزلة الاجتماعية. لكن خلف التسلية الظاهرة، تُخفي هذه الألعاب مخاطر عميقة تؤثر على نمو الطفل النفسي، الاجتماعي، وحتى العصبي. فبينما قد تقدم بعض الألعاب التعليمية فائدة محدودة، فإن الألعاب العنيفة المنتشرة تثير مخاوف جدية بشأن اضرار الالعاب الالكترونية على الاطفال.
التأثير على الدماغ والنفسية: من الإدمان إلى العنف
تؤكد الدراسات العلمية أن الانغماس في ألعاب الفيديو لا يغير فقط سلوك الأطفال، بل قد يغير من هيكل الدماغ ووظيفته. تنقسم الأضرار الأكثر شيوعاً إلى محاور نفسية وعصبية:
1. الأضرار النفسية والسلوكية
السلوك العدواني:
يُعد هذا أشهر الأضرار. فالمحتوى العنيف المفرط يجعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين تجاه الأسرة والزملاء، حيث يقلدون السلوك الذي يرونه نظراً لعدم نضج أدمغتهم الكافي للتمييز بين الصواب والخطأ.
الانعزال الاجتماعي:
على الرغم من وجود الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، ينتهي المطاف بكثير من الأطفال بالانعزال في غرفهم، مما يضعف بشدة مهاراتهم الاجتماعية في الحياة الواقعية. هذا الانعزال قد يزيد فرص الإصابة بـالاكتئاب والقلق.
اكتساب قيم خاطئة:
تحتوي الكثير من الألعاب الرائجة على ممارسات عنيفة وألفاظ غير لائقة ومضامين لا يفهمها الأطفال بشكل صحيح، مما يؤدي إلى محاولتهم محاكاة هذه السلوكيات غير المقبولة.
2. الأضرار العصبية والإدمان
بينما قد تُحسن الألعاب القدرات البصرية المكانية وبعض أنواع الانتباه (وهي الجانب الإيجابي)، إلا أن لها جانباً سلبياً خطيراً على الدماغ:
اضطراب إدمان الألعاب (Internet Gaming Disorder): اكتشف الباحثون أن التعرض الطويل لإشارات اللعبة يسبب رغبة شديدة في العودة لممارستها، مع تغييرات وظيفية وهيكلية في نظام المكافأة العصبية بالدماغ. هذه التغييرات تشبه تلك التي تظهر في اضطرابات الإدمان الأخرى.
خطر يهدد مستقبلهم: تراجع التحصيل الدراسي
تتناقض الإثارة الفورية والمتعة التي توفرها ألعاب الفيديو بشكل كبير مع ضغط الدراسة وأداء الواجبات المدرسية. هذا التناقض يدفع الأطفال إلى تفضيل الشاشة على الأنشطة المدرسية، مما يؤدي إلى:
ضعف التحصيل الأكاديمي:
يتسبب قضاء ساعات طويلة أمام الألعاب في تراجع كبير في الدرجات وعدم الالتفات إلى استذكار الدروس، مما يجعله أحد أهم اضرار الالعاب الالكترونية على الاطفال.
خارطة طريق للوقاية: الاستمتاع بمسؤولية
من الصعب منع الأطفال تماماً من الألعاب الإلكترونية، لكن يمكن للوالدين اتخاذ إجراءات حازمة لتجنب مخاطرها والاستفادة من جوانبها الإيجابية (مثل العمل الجماعي واتخاذ القرارات):
الاختيار الحكيم:
يجب اختيار الألعاب ذات المحتوى المناسب وتجنب أي لعبة تحوي محتوى عنيف أو غير لائق يمكن أن يكتسب منه الطفل سلوكاً عدوانياً.
تحديد الأوقات: فرض قيود صارمة على أوقات ممارسة الألعاب، مع تقليلها قدر الإمكان خلال فترة الدراسة.
التحفيز المكافئ:
يمكن استخدام الألعاب كمكافأة للطفل بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية ومراجعة دروسه، لربطها بالإنجاز لا بالتسويف.
إن دور الأهل حاسم في مساعدة الأطفال على تحقيق التوازن، لضمان أن تبقى الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة ترفيه إيجابية لا طريقاً للانعزال والمخاطر الصحية والنفسية.
إقرأ أيضاً : “الذكاء الاصطناعي يغير ثلث الوظائف بحلول 2030”
إقرأ أيضاً : بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام