ما وراء تحرك واشنطن لإعادة محتجزي تنظيم “داعش” من شمال سوريا؟
أطلقت الولايات المتحدة خلية جديدة معنية بملف إعادة رعايا تنظيم “داعش” المحتجزين في شمال شرقي سوريا، بالتزامن مع توقف سحب قواتها من البلاد، في خطوة يراها باحثون جزءاً من إعادة تموضع أميركية أوسع في المنطقة، وفق ما أورده تقرير لقناة الجزيرة.
وخلال زيارة ميدانية لمخيم الهول، دعا قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال براد كوبر، الدول إلى تسريع إعادة رعاياها، معلناً تأسيس “خلية مشتركة” لتنسيق عمليات الإعادة، ومحذراً من استغلال التنظيم لأوضاع النساء والأطفال لإعادة بناء شبكاته.
ويُقدّر عدد مقاتلي التنظيم في سنّ التجنيد بنحو 9 آلاف، إضافة إلى أكثر من 21 ألفاً من عائلاتهم، موزعين على 26 مركز احتجاز ومخيماً، أبرزها الهول وروج، اللذان تحولا إلى بؤرتين خصبتين لعودة الفكر المتطرف.
وقال كوبر خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “إعادة الفئات الهشة قبل أن تتعرض للتطرف تمثل ضربة حاسمة لقدرة التنظيم على إعادة تشكيل نفسه”، مشيداً بجهود العراق الذي أعاد أكثر من 80% من رعاياه، فيما ترفض دول أوروبية وعربية القيام بخطوات مماثلة رغم التحذيرات الأميركية.
وفي تصريحاتها لقناة الجزيرة، أوضحت الباحثة هديل عويس من واشنطن أن تردد الحكومات الغربية في استعادة رعاياها يعود إلى المخاوف الأمنية والسياسية الداخلية، مشيرة إلى أن واشنطن تمارس ضغطاً غير مباشر عبر الأمم المتحدة دون أن تتحمل عبء الملف الإنساني. وأضافت أن هذا الملف أصبح أداة سياسية تستخدمها الولايات المتحدة لتثبيت نفوذها شرق الفرات.
وذكرت الجزيرة أن دوائر صنع القرار الأميركية منقسمة حيال مستقبل الوجود في سوريا: فوزارة الدفاع تدعم استمرار الشراكة مع قوات قسد، بينما تميل الخارجية إلى اختبار مسارات تواصل محدودة مع دمشق، في حين يسعى البيت الأبيض للموازنة بين الموقفين لتجنب مظهر “الانسحاب المهزوم”.
ويرى الباحث وائل علوان، في حديثه للقناة، أن واشنطن تسعى لتحقيق هدفين متوازيين: حماية خطوط الإمداد بين العراق وسوريا، ومنع توسع النفوذ الإيراني بعد الانسحاب من بغداد.
أما الباحث في العلاقات الدولية محمد منير فقال إن “خلية الإعادة المشتركة” ليست مجرد مبادرة إنسانية، بل أداة لإعادة هندسة النفوذ الأميركي شرق سوريا، تمهيداً لتسوية سياسية مقبلة وبوسائل أقل كلفة من الوجود العسكري المباشر.
ويخلص تقرير الجزيرة إلى أن مستقبل الوجود العسكري الأميركي في شمال شرقي سوريا بعد عام 2026 لا يزال غامضاً، وسط مساعٍ لضمان الاستقرار ومنع عودة تنظيم “داعش”، وتجنب فراغ أمني قد تستفيد منه قوى أخرى كإيران أو روسيا.
اقرأ أيضاً:معسكرات اعتقال داعش شمال سوريا.. قنابل موقوتة
اقرأ أيضاً:تنظيم داعش في سوريا: أكثر من 100 هجوم منذ بداية 2025 يثير المخاوف الأمنية