لافروف يحذر من “انفجار كردي” إذا نجحت مشاريع الحكم الذاتي في سوريا

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مخاطر المضي في مشاريع “الحكم الذاتي أو الانفصال” التي يجري الحديث عنها في شمال وشرق سوريا، معتبراً أن “اللعب بهذه الملفات” قد يؤدي إلى تفجير المشكلة الكردية في دول المنطقة بأكملها.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، قال لافروف إن الرئيس فلاديمير بوتين أكد مراراً أن الوجود الروسي في سوريا لن يستمر رغماً عن إرادة دمشق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن “القيادة السورية، إلى جانب عدد من دول المنطقة، مهتمة ببقاء الوجود الروسي” في البلاد.

وأوضح الوزير الروسي أن موسكو تعمل حالياً على إعادة صياغة وظيفة وجودها العسكري في سوريا، بحيث لم يعد يقتصر على دعم السلطات ضد المعارضة كما في السابق، بل بات يهدف إلى دعم الشركاء السوريين بكل الطرق الممكنة، وفتح مجالات تعاون مع دول أخرى لديها مصالح في الملف السوري.

كما كشف لافروف عن وجود فهم متبادل واهتمام مشترك بمقترح لإنشاء مركز إنساني مشترك يستخدم ميناء طرطوس ومطار حميميم في اللاذقية كممرات لوجستية لإيصال المساعدات الإنسانية من روسيا ودول الخليج إلى دول إفريقية، مؤكداً استعداد موسكو لتنسيق تفاصيل هذا المشروع مع الأطراف المعنية.

زيارة الشرع إلى موسكو

وفي سياق متصل، أكد لافروف أن مشاركة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في القمة العربية-الروسية المقررة منتصف الشهر الجاري في موسكو تحمل أهمية خاصة، مشيراً إلى أن علاقات بلاده مع سوريا “قائمة على الصداقة لا على الانتهازية”، ومجدداً الدعوة إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية السورية.

كما أشار إلى الوضع “المعقد” في الجنوب السوري، حيث “تصرّ إسرائيل على إنشاء منطقة عازلة”، وفق تعبيره، محذراً في الوقت نفسه من أن أي تلاعب بالورقة الكردية أو مشاريع الانفصال يمكن أن يقود إلى نتائج خطيرة تتجاوز الحدود السورية، داعياً الأطراف الفاعلة إلى إدراك أن “وحدة سوريا مصلحة مشتركة للجميع”.

تعاون عسكري متواصل

وجاءت تصريحات لافروف بعد أيام من زيارة وفد عسكري سوري رفيع إلى موسكو، هدفت إلى تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف استقبل الوفد السوري برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني ومتابعة تنفيذ الاتفاقات السابقة في هذا الإطار.

من جانبها، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن قلق موسكو من تصاعد التوترات مجددًا في سوريا، مؤكدة أملها في “تهيئة الظروف لتجنب إراقة الدماء”.

وترى أوساط دبلوماسية أن تصريحات لافروف تمثل تحذيراً روسياً مبطناً من محاولات ترسيخ واقع إداري مستقل في شمال وشرق سوريا، خاصة في ظل التحركات الأميركية المتزايدة في تلك المناطق، والحديث عن ترتيبات جديدة بين قسد ودمشق.

اقرأ أيضاً:مصدر حكومي: زيارة مرتقبة للشرع إلى روسيا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.