مسؤول سوري يزور الضاحية الجنوبية سراً.. تساؤلات حول العلاقة مع حزب الله
كشفت مصادر سياسية لبنانية لموقع “ليبانون ديبايت” عن زيارة “غير رسمية” قام بها محمد الأحمد، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية الانتقالية، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت في منتصف شهر أيلول/سبتمبر 2025، ما اعتُبر أول تحرك من نوعه لمسؤول سوري في الإدارة الجديدة التي تسلّمت السلطة عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الثاني الماضي.
وبحسب المعلومات، فإن الأحمد وصل إلى الضاحية على متن سيارة مدنية يقودها سائق خاص، دون مرافقة رسمية، متوجهاً إلى أحد المطاعم الواقعة عند أطراف الضاحية، حيث التقى هناك شخصاً مجهول الهوية وُصف بـ”الملتحي”، وسط ترجيحات بأنه قيادي في حزب الله أو شخصية مقربة من الحزب.
رسائل متبادلة مع حزب الله؟
مصدر سياسي اعتبر خلال تصريحه لموقع “ليبانون ديبايت” أن هذه الزيارة “الخاطفة والحساسة” لم تكن لتتم دون وجود هدف، لافتاً إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تداول معلومات عن تبادل رسائل بين مسؤولين في الحكومة السورية الانتقالية وقيادات في حزب الله، رغم غياب التأكيدات الرسمية حول ذلك.
وتُرجّح المصادر أن زيارة الأحمد جاءت على هامش مشاركة وفد سوري رسمي في اجتماعات بيروت الثنائية، لكنها لم تكن مدرجة ضمن برنامج الزيارة الرسمي، ولم يعلم بها باقي أعضاء الوفد، ما يسلط الضوء على حساسيتها.
صمت حزب الله:
محاولات “ليبانون ديبايت” للحصول على تعليق رسمي من حزب الله باءت بالفشل، إذ لم يتم الرد على الاستفسارات حول علم الحزب بالزيارة.
من هو محمد الأحمد؟
يُعد محمد الأحمد شخصية بارزة في الإدارة الانتقالية الحالية في دمشق، ومقرّباً من الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني. شغل في وقت سابق منصب وزير الزراعة في حكومة محمد البشير الانتقالية الأولى، كما تولى رئاسة اللجنة الانتخابية التي أشرفت على الانتخابات التشريعية السورية الأخيرة.
ويحمل الأحمد سجلاً مثيراً للجدل، حيث شغل مناصب قيادية في هيئة تحرير الشام خلال فترة سيطرتها على إدلب، منها إدارة “الإدارة المدنية والخدمات”، وكذلك مواقع في ما كان يُعرف بـ”حكومة الإنقاذ” عام 2017.
إقرأ أيضاً: لبنان بين موجتين من النزوح السوري: هاربون من حربين ونظامين