السوريون الأكراد يحتفلون بعيد “النوروز” احتجاجاً على تجاهله في المرسوم الرئاسي الجديد

أشعل السوريون الأكراد شعلة “النوروز” في مدينة القامشلي بريف الحسكة، في احتفال رمزي تحوّل إلى احتجاج صامت على المرسوم الرئاسي الجديد الذي حدد العطل الرسمية في سوريا، متجاهلاً الأعياد القومية والدينية لعدة مكونات سورية، وبينها عيد “النوروز” الكردي، وعيد “أكيتو” السرياني الآشوري، و”الأربعاء الأحمر” الإيزيدي، إلى جانب إلغاء أعياد وطنية مثل عيد الشهداء وذكرى حرب تشرين.

عيد النوروز الكردي يُستثنى من قائمة الأعياد الرسمية في سوريا:

المرسوم، الذي أُعلن بالتزامن مع انتخابات مجلس الشعب في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أدرج في المقابل عيدين جديدين هما: عيد الثورة السورية في 18 مارس/آذار، وعيد التحرير في 8 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي يصادف سقوط نظام بشار الأسد.

ويرى ناشطون أن تجاهل النوروز يعيد إنتاج سياسة الإقصاء القومي التي مارستها الحكومات السورية السابقة بحق الشعب الكردي.

ناشطون: تجاهل النوروز استمرار لنهج الإقصاء والإنكار:

قال الصحفي الكردي عبد الحليم سليمان من مدينة رأس العين، لـ”العربي الجديد”، إن المرسوم “ينكأ جراحاً قديمة ويُعيد للأذهان أحداث عام 1986 حين قُتل الشاب سليمان آدي في مظاهرة تطالب بالاعتراف بعيد النوروز، وردّ نظام حافظ الأسد حينها بجعل 21 مارس عيداً للأم بدلاً من الاعتراف بالعيد الكردي”.

وأضاف سليمان: “كنا ننتظر من السلطة الانتقالية بعد سقوط النظام السابق أن تمثل كافة مكونات الشعب السوري، لكنها تجاهلت عيداً له جذور حضارية تمتد لآلاف السنين، ومعترف به دولياً”.

رد شعبي في القامشلي: شعلة احتجاجية ورسائل سياسية:

شهدت القامشلي مساء أمس الثلاثاء إشعال شعلة رمزية بمشاركة مدنيين وناشطين للتأكيد على تمسك الكرد بحقهم في الاعتراف بعيدهم القومي.

وشارك في الاحتفالية رمزية شعارات تطالب باعتبار النوروز عيداً وطنياً سورياً يعكس تنوع المجتمع وتعدديته الثقافية.

المجلس الوطني الكردي يندد بالمرسوم ويطالب بإعادة النظر:

أصدر المجلس الوطني الكردي بياناً رفض فيه تجاهل المرسوم الرئاسي لأعياد المكونات السورية، واعتبر أن القرار يتناقض مع أهداف الانتقال السياسي وبناء دولة المواطنة.

وجاء في البيان: “رغم عقود القمع، لم ينجح النظام السابق في منع الشعب الكردي من الاحتفال بالنوروز، الذي أصبح رمزاً للحرية والسلام. واليوم، نُفاجأ بمرسوم رسمي يكرّس الإقصاء تحت عباءة الشرعية الجديدة”.

وأكد المجلس أن تجاهل أعياد “أكيتو” و”الأربعاء الأحمر” إلى جانب “النوروز”، يهدد مفهوم الوحدة الوطنية، ويعكس رؤية ضيقة لا تمثل كافة السوريين.

مطالب بإدراج الأعياد القومية في التقويم الوطني:

طالب نشطاء وممثلون عن مكونات دينية وقومية متعددة بضرورة إعادة النظر في المرسوم الرئاسي، وضمان تمثيل الأعياد القومية والدينية في التقويم الرسمي، مؤكدين أن ذلك خطوة ضرورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والاعتراف بالتنوع الثقافي في سوريا ما بعد الحرب.

إقرأ أيضاً: من إلغاء العطل الوطنية إلى إلغاء الذاكرة.. من يُعيد كتابة التاريخ؟

إقرأ أيضاً: تصاعد التوترات في سوريا: الشرع يواجه تحديات جديدة في تفاوضاته مع قسد

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.