صوت المرأة خافت جداً: 5% فقط للنساء في البرلمان السوري الجديد

كشفت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية السورية الأخيرة، وهي الأولى بعد سقوط النظام السابق، عن تراجع كبير ومقلق في تمثيل المرأة، حيث لم تفز سوى 6 نساء فقط من أصل 119 عضواً تم إعلان نجاحهم رسمياً.

هذه النتيجة تعني أن نسبة النساء في البرلمان الجديد بلغت نحو 5% فقط، وهو رقم يتناقض بشدة مع التصريحات السابقة التي كانت تهدف إلى ألا تقل النسبة عن 20%، والكوتا النسائية العالمية التي لا تقل عن 30%.

نتائج أقل من التوقعات وغياب كامل في بعض المحافظات

على الرغم من التوقعات المسبقة بانخفاض التمثيل النسائي، حيث لم تتجاوز نسبته 17% في الهيئات الناخبة، إلا أن النتائج جاءت أقل بكثير من المتوقع، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية الخطاب الداعم لمشاركة المرأة وحدود تأثيره الفعلي على أرض الواقع.

تفاقمت الأزمة بغياب التمثيل النسائي بالكامل عن محافظات مثل دمشق، دير الزور، درعا، ريف دمشق، القنيطرة، وإدلب. بينما تصدرت طرطوس المحافظات الفائزة بنساء، بفوز سيدتين.

كما فازت مرشحات في اللاذقية وحماة وحمص وحلب (عفرين).

مقارنة مع الحكومة الانتقالية وآلية التعويض الرئاسي

تتماهى هذه النسبة المنخفضة مع تمثيل النساء في الحكومة السورية الانتقالية، حيث لا تتواجد سوى وزيرة واحدة (وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل)، مما يعني أن نسبة تواجد النساء في الحكومة لا تتجاوز الـ5% أيضاً، مقارنة بـ 22 وزيراً رجلاً.

وفي سياق محاولة تصويب هذا الخلل، أشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية “محمد الأحمد” إلى أن الرئيس السوري الانتقالي “أحمد الشرع” سيعمل على تصويب الثغرات من خلال اختياره لثلث أعضاء مجلس الشعب، وفق ما نص عليه الإعلان الدستوري. وبموجب الإعلان، سيعيّن الرئيس 70 نائباً من أصل 210، بينما تختار الهيئات الناخبة 140 نائباً.

عمق أزمة التمثيل السياسي

تكشف هذه النتائج عن عمق أزمة التمثيل السياسي للنساء في سوريا، وهو ما أكده بحث سابق لفريق موقع “سناك سوري” أظهر أن التمثيل النسائي في عينة من المؤسسات الانتقالية لم يتجاوز 7%.

ويؤكد البحث أن 67% من المشاركات لم يمثلن في مؤتمر الحوار الوطني، وأن الحضور النسائي في المؤسسات لا يكفي وحده إن لم يرافقه اعتراف حقيقي بدورهن ومشاركة فعلية على قدم المساواة.

تضع هذه الأرقام علامات استفهام حول مدى جدية الخطاب الداعم لمشاركة المرأة السياسية في ظل استمرار التفاوت الحاد بين الطموحات المُعلنة والواقع المسجل في صناديق الاقتراع.

 

اقرأ أيضاً:تعيينات جميعها لرجال في وزارة الخارجية السورية..أين تمكين المرأة؟

اقرأ أيضاً:انتخابات بلا شعب مجلس بلا شرعية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.