مفاجأة مقلقة من كوفيد: هل فقدت حاسة الشم دون أن تدري؟
بالرغم من ابتعادنا عن ذروة جائحة كوفيد-19، تظل آثارها الخفية تتكشف، وآخرها كان بمثابة جرس إنذار مزعج! فقد كشفت دراسة ضخمة وحديثة أن الفيروس ربما ترك الكثيرين يعانون من ضعف في حاسة الشم (Hyposmia)، حتى لو لم يلاحظوا ذلك على أنفسهم.
هذا الضعف ليس مجرد إزعاج بسيط يؤثر على متعة تذوق الطعام، بل هو مؤشر خطر يهدد السلامة الشخصية والصحة العقلية، وربما يحمل في طياته دلالات لمخاطر عصبية مستقبلية.
الأرقام تتحدث: ضعف غير مُدرك
الدراسة، التي قادتها مبادرة RECOVER الأمريكية الضخمة، استخدمت اختباراً سريرياً معتمداً (بطاقات “اخدش وشُم” لـ 40 رائحة!) لتقييم الوظيفة الشمية لدى آلاف المشاركين بعد عامين تقريباً من الإصابة. النتائج كانت صادمة:
المجموعة التي أبلغت عن تغير في الشم:
80% منهم سجلوا درجات منخفضة في اختبار الشم. والأدهى أن 23% منهم عانوا من ضعف شديد أو فقدان تام للحاسة.
المجموعة الصامتة (لم يلاحظوا شيئاً): 66% من المصابين الذين لم يبلغوا عن أي مشكلة في حاسة الشم، سجلوا أيضاً أداءً ضعيفاً بشكل غير طبيعي في الاختبار! هذا يؤكد أن المشكلة منتشرة وأكبر مما نتصور.
في تعليقها، أكدت الدكتورة ليورا هورويتز، المشاركة الرئيسية في الدراسة، أن “نتائجنا تؤكد أن من لديهم تاريخ من الإصابة بكوفيد-19 معرضون بشكل خاص لخطر ضعف حاسة الشم، وهي مشكلة لا يتم تقدير حجمها الحقيقي بين عامة الناس.”
ما وراء الرائحة: مخاطر تهدد حياتك
الأمر أخطر بكثير من مجرد عدم التمييز بين رائحة الورد والقهوة. إن فقدان الشم يمثل تهديداً حقيقياً لـ:
السلامة الشخصية:
تخيل أن تفقد القدرة على اكتشاف تسرب الغاز، أو الدخان الناتج عن حريق، أو حتى التمييز بين الطعام الصالح والفاسد.
الصحة العقلية ونوعية الحياة:
يرتبط ضعف الشم بالوحدة، وتراجع جودة الحياة، وفقدان الوزن، وقد يؤدي إلى الاكتئاب.
مؤشر للأمراض العصبية:
يُنظر إلى ضعف حاسة الشم كعلامة إنذار مبكرة لبعض الاضطرابات التنكسية العصبية الخطيرة مثل مرض باركنسون والزهايمر.
توصيات عاجلة: ماذا نفعل؟
بناءً على هذه الأرقام، بات من الضروري التوصية بتدابير وقائية. تشدد الدكتورة هورويتز على أهمية:
الفحص الروتيني:
يجب أن يفكر مقدمو الرعاية الصحية في إجراء اختبار فقدان حاسة الشم كجزء روتيني من الرعاية ما بعد كوفيد-19، للكشف المبكر عن المشكلة قبل أن تؤثر بعمق على الصحة الجسدية والعقلية للمرضى.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الخبراء على استكشاف علاجات مثل التدريب الشمي “لإعادة برمجة” الدماغ، تبقى الخطوة الأولى هي الوعي والاعتراف بوجود هذه المشكلة الخفية.
هل سبق لك أن اختبرت حاسة الشم لديك بعد الإصابة بكوفيد-19؟
إقرأ أيضاً : “الخطر في المنزل: 10 مستلزمات يومية تهدد صحة دماغك وذاكرتك دون أن تدري!”