المطران باسيليوس منصور: نرفض التخوين ونطالب بالعدالة لا صلح الخيم

وجّه المطران باسيليوس منصور في كلمة له خلال مراسم تشييع الشابين وسام منصور وشفيق منصور، رسالة واضحة إلى السلطات السورية الانتقالية والرأي العام، شدد فيها على أن ما حدث في وادي النصارى لا يمكن معالجته بمصالحات سطحية، بل يجب أن يبدأ بتحقيق العدالة الكاملة والعلنية بحق الجناة.

وقال المطران منصور إن الوادي لم يعد مجرد اسم جغرافي، بل أصبح رمزًا للهوية والإيمان، داعياً إلى تسميته من الآن فصاعداً بـ”وادي المسيحيين”، نسبةً إلى المسيح الذي “وطئ الموت بالموت”، على حد تعبيره. وأضاف أن أبناء الوادي لم يعتدوا على أحد، ولم يكونوا يومًا دعاة فتنة أو عنف، بل لطالما احتضنوا كل من لجأ إليهم، دون تفرقة بين مسلم أو مسيحي.

وأكد المطران أن الأحداث المؤلمة التي شهدها الوادي، وما تلاها من اتهامات وتخوين، هي طعنة في كرامة من كانوا على الدوام حماةً لأهلهم وللجوار. وأشار إلى أن ما حمل أبناء الوادي على حمل السلاح لم يكن عدواناً، بل دفاعاً عن النفس بعد أن أصبحوا “يُصطادون كالعصافير” على الطرقات، من قبل غرباء دخلوا إلى قلعة الحصن، لا يمتون إلى أهلها الأصليين بصلة.

وشكر المطران أهل قلعة الحصن على بيانهم التضامني مع الوادي، واعتبره خطوة أخوية تعبّر عن عمق العلاقة التاريخية بين المنطقتين، لكنه شدد على أن البيانات وحدها لا تكفي، وأن “صلح الخيم” لا يمكن أن يكون بديلاً عن محاسبة عادلة وعلنية للجناة، لأن المصالحة الحقيقية لا تكتمل دون إحقاق الحق، ورد الكرامة إلى أصحابها.

وتابع المطران باسيليوس منصور: “نريد أن نرى العدالة بأعيننا، ونرفض الوعود والكلام دون فعل. إذا لم تُحاسب الدولة الفاعلين علنًا، فلن تهدأ نفوس الشبان في قبورهم، ولن يستقر السلام في قلوب الأحياء”.

وفي رسالة واضحة إلى السلطات، قال المطران إن المسيحيين في سوريا ما زالوا يؤمنون بالدولة وبالقانون وبالعيش المشترك، لكنهم يطالبون بأن تُترجم هذه القيم إلى أفعال، لا مجرد شعارات. وعبّر عن خيبة أمل الناس من حلول شكلية تُفرض تحت عنوان “السلم الأهلي”، في حين أنها تساهم في تعميق الجراح، لأنها “تزيد الظالم ظلماً، وتمنع المظلوم من المطالبة بحقه”، بحسب تعبيره.

وختم المطران كلمته بالتأكيد على أن وادي النصارى، سيبقى رمزاً للسلام والصبر والحضارة، رافضاً أي محاولة لتشويه صورة أبنائه أو النيل من كرامتهم. وقال: “العيب على من يريد أن يسيئ لمن كانوا حماية لأهلهم في وقت ضيقهم… لمن كانوا حماية لكل من التجأ إلى الوادي… ولم نفرق يوماً بين مسلم ومسيحي.”.

إقرأ أيضاً: مقتل شابين يهز وادي النصارى.. احتجاجات ورفض دفن الضحايا حتى كشف القتلة

إقرأ أيضاً: تقرير حقوقي يكشف عن 27 انتهاكاً جسيماً في سوريا خلال 48 ساعة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.