بعد شكوى من نقص عمال النظافة… قرار بفصل 78 عاملاً في اللاذقية يثير جدلاً واسعاً
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قراراً صادراً عن مجلس مدينة اللاذقية يقضي بـ فصل 78 موظفاً وموظفة، غالبيتهم من عمال النظافة والحدائق، في خطوة مثيرة للجدل تأتي بعد أيام فقط من تصريحات رسمية تشتكي من نقص حاد في عدد عمال النظافة داخل المدينة.
وفي مفارقة لافتة، كان مدير دائرة النظافة في اللاذقية، بلال السيد، قد صرّح لصحيفة “الحرية” بأن عدد عمال النظافة في المدينة لا يتجاوز 350 عاملاً فقط، وأكثر من نصفهم تجاوزوا سن الخمسين، في حين أن عدد السكان يستدعي وجود ما لا يقل عن 2000 عامل نظافة، بحسب قوله.
فصل جماعي رغم نقص الكوادر.. من يتحمل المسؤولية؟
وبحسب القرار المتداول، فإن مجلس المدينة اتخذ قرارًا بـ إنهاء عقود العمال المؤقتين، رغم أنهم يمثلون الشريحة الأكثر حاجة واستقرارًا وظيفيًا، وسط تساؤلات متزايدة حول معايير الفصل وما إذا كانت تستند إلى تقييم عادل أم لا.
وتشير المعلومات إلى أن أكثر من 42 عاملة من أصل 78 مفصولاً هن من النساء، ما أثار انتقادات واسعة حول استهداف الفئات الأضعف والأقل حماية في سوق العمل، دون مراعاة للعدالة الاجتماعية أو الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها هذه الفئة منذ سنوات.
مطالبات قديمة بالتثبيت وحقوق غائبة:
لطالما طالب عمال النظافة في مدينة اللاذقية بحقوقهم الأساسية مثل التثبيت الوظيفي، التأمين الصحي، ملابس العمل، ووجبات غذائية مناسبة، دون استجابة فعلية من الجهات المعنية. وفي تصريح سابق لأحد العمال، قال إن قيمة الوجبة الغذائية اليومية لا تتجاوز 300 ليرة سورية، في وقت كانت فيه كلفة بيضة واحدة تبلغ 2500 ليرة، ما يعكس تدني مستوى الدعم المقدم لهؤلاء العاملين.
كما أشار إلى أن الضمان الصحي يغطي فقط 80 ليرة لتصليح سن، وهو مبلغ رمزي لا يتناسب مع الواقع الطبي والمعيشي، بالإضافة إلى حرمانهم من أبسط الحقوق المهنية، رغم أن بعضهم أمضى أكثر من 10 سنوات في الخدمة دون تثبيت.
تساؤلات حول التوقيت والعدالة:
يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه المدينة أزمة نظافة متفاقمة، ما يثير تساؤلات حول منطقية التوقيت وأولويات مجلس المدينة، وهل كان من الأجدر دعم هذه الشريحة وتمكينها بدلاً من التخلي عنها؟ وهل الفصل جاء لأسباب إدارية حقيقية أم أنه حلقة جديدة من سياسات التقشف وغياب العدالة الاجتماعية؟
إقرأ أيضاً: احتجاجات متصاعدة في حلب: موظفون مفصولون من العدل يطالبون بـ لجنة إنصاف
إقرأ أيضاً: موظفو التربوية السورية يواجهون الإغلاق ولا رواتب