إسرائيل ترفض “بضاعة الشرع”: السيطرة على حوض اليرموك هي الهدف الرئيسي

كشفت نتائج زيارة الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، إلى نيويورك، عن فشل ذريع للمساعي الهادفة لإقناع إسرائيل بتوقيع «اتفاق أمني» أو حتى ترتيب لقاء مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو. وقد أظهر هذا الفشل زيف الأوهام التي روّجت لها إدارته، التي كانت تُعوّل على الزيارة كـ”فرصة نادرة” لنيل “الاعتراف” الإسرائيلي. هذا ما جاء في تقرير نشرته جريدة “الأخبار” اللبنانية.

الأزمة: السعي اليائس لإرضاء إسرائيل بأي ثمن

وبحسب التقرير فإن الشرع ورجاله صنعوا الأزمة عندما ربطوا تثبيت حكمهم في دمشق وضمان الدعم الدولي (السياسي والمالي) باقتناع إسرائيل بجدواهم وبالتنازلات التي يمكن أن يقدموها. هذا التوجه أكده وزير الخارجية الانتقالي، أسعد الشيباني، الذي بدا متسارع وراء الإسرائيليين للحصول على امتيازات، معلناً أن “سوريا موحّدة ومستقرّة مفيدة لأمن إسرائيل”.

التنازلات المروَّجة: كشفت الحملات الإعلامية المروّجة للاتفاق الأمني عن تنازلات واسعة أبدى الشرع استعداده لتقديمها لإسرائيل. وهي تشمل إسقاط حق سوريا في الجولان المحتلّ، نزع السلاح من الجنوب السوري، وفتح دمشق أمام الإسرائيليين، بالإضافة إلى استكمال الحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً:9 قواعد إسرائيلية جديدة في القنيطرة

خديعة الممر الإنساني: اعتبر التقرير أن الحديث عن رفض الشرع لـ«الممرّ الإنساني» الذي تتذرّع به إسرائيل لفصل الجنوب السوري هو “خديعة مزدوجة”. فالواقع أن الاتفاقية السورية-الأميركية-الأردنية حققت الهدف الإسرائيلي ذاته، عبر إقرار نظام الشرع بـإدارة ذاتية وقوات أمنية منفصلة للدروز في السويداء وفتح ممر للمساعدات. كما يستمر السعي الأميركي لفتح معبر بري بين الجولان المحتل والسويداء.

التوسّع العسكري الإسرائيلي يهدف للسيطرة على المياه

يؤكد التقرير أن إسرائيل ماضية في خططها لانتهاك سيادة سوريا وتقسيمها عبر خطوات عملية وسياسية، دون الحاجة إلى توقيع اتفاق مع الشرع.

تدريب وتجهيز المقاتلين: بدأت إسرائيل مسعى جدياً لـتدريب وتجهيز مقاتلين في السويداء وتنظيم نشاطهم العسكري. كما تستغل الظروف الإقليمية لـتمتين العلاقة مع “قسد”.

الإمساك بوادي اليرموك: وسّعت إسرائيل تواجدها العسكري في القنيطرة ودرعا وريف دمشق الغربي، وصولاً إلى جنوب وادي اليرموك. وتشير الحركة الإسرائيلية المتزايدة في قرى حوض اليرموك إلى نيتها الإمساك بالحوض كمصدر مائي شديد الأهمية، في سعي للسيطرة على موارد المياه العذبة التي تغطي جزءاً من حاجات سوريا والأردن.

في المحصلة، يخلص التقرير إلى أن محاولات الشرع للبحث عن شرعية عند الاحتلال هي سعي يائس، إذ ترفض إسرائيل “شراء بضاعة الشرع” منذ أيامه الأولى، ولن تشتريها الآن، رغم كل المكاسب التي جنتها من وجوده على رأس السلطة. ويزيد الأمر غرابة أن الرئيس الانتقالي يبقى خلف تل أبيب حتى بعد علمه بأنها كانت على وشك اغتياله في تموز الماضي.

 

اقرأ أيضاً:موقع ألماني: انتخابات سوريا البرلمانية.. إصلاح ديمقراطي أم تعزيز لسلطة أحمد الشرع؟

اقرأ أيضاً:هل تعيد إسرائيل رسم خريطة النفوذ الأمني جنوب سوريا؟

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.