تظاهرة أمام الجامع الأموي تثير جدلاً بين سوريا ومصر ودعوات لترحيل لاجئين سوريين

أثارت تظاهرة محدودة أمام الجامع الأموي في دمشق غضباً واسعاً في مصر، بعد انتشار مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر مشاركين يرددون هتافات مسيئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع شعارات مؤيدة لحركة حماس ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

غضب مصري ودعوات لترحيل السوريين:

المشاهد التي تم تداولها على “إكس” و”إنستغرام” أثارت موجة انتقادات في وسائل الإعلام المصرية، حيث طالب بعض الإعلاميين بفتح ملف اللاجئين السوريين في مصر، وذهب بعضهم إلى حد الدعوة لترحيل السوريين المقيمين في البلاد، معتبرين أن ما جرى يمثل إساءة لمصر ومواقفها.

الإعلامي أحمد موسى وصف التظاهرة بأنها “إهانة للشعب المصري”، ودعا لاتخاذ إجراءات رسمية، بينما اعتبرت لميس الحديدي ما حدث “واقعة مزعجة” هدفها تشتيت الانتباه عن قضايا أخرى. أما مصطفى بكري فاتهم جهات سورية بالتحريض، قائلاً إن “من تظاهر ضد مصر كان الأجدر به أن يثور ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان أو تدمير القدرات العسكرية السورية“.

وأضاف أن مظاهرات دمشق تمت بتحريض من النظام السوري نفسه، مؤكدا أن مصر أشرف من أن يحاول البعض استغلال اسمها لغسل سمعتهم”.

بيان المرصد السوري واتهامات داخلية:

في سياق متصل، أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان التظاهرة، مشيراً إلى أنها جرت في موقع رمزي حساس، هو الجامع الأموي بوسط دمشق، واتهم مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، السلطات السورية بـ”منح الضوء الأخضر” لهذه الفعالية، معتبراً أن لها دلالات سياسية تتطلب قراءة متأنية.

موقف وزارة الخارجية السورية:

رغم عدم صدور موقف رسمي مباشر من الحكومة السورية في بداية الحدث، فإن وزارة الخارجية السورية نشرت لاحقًا بيانًا أعربت فيه عن رفضها لأي إساءة لجمهورية مصر العربية، مؤكدة أن تلك الهتافات لا تمثل الشعب السوري بل تعكس فقط تصرفات فردية معزولة.

خطاب الكراهية ضد السوريين في مصر:

الحادثة أعادت تسليط الضوء على الجدل المتجدد حول وجود اللاجئين السوريين في مصر، والذي شهد خلال السنوات الماضية حملات إلكترونية ومطالبات إعلامية بتقييد نشاطهم أو ترحيلهم، رغم أن الحكومة المصرية لم تتبنَّ رسميًا هذا الخطاب، بل أكدت مرارًا على احتضان السوريين.

في المقابل، حافظت القاهرة رسميا على خطاب سياسي متوازن، إذ شدد الرئيس السيسي مؤخرا على أن المصريين “لا يتآمرون على أحد” لكنهم “سيدافعون عن بلدهم” في مواجهة أي اعتداء أو إساءة للمصالح المصرية.

دعوات لعدم تعميم الحادثة:

الصحفي السوري إياد شربجي علّق على الواقعة قائلاً إن “مصر كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تُشعر السوريين بأنهم لاجئون”، واعتبر أن الهتافات المسيئة تسيء لعشرات الآلاف من السوريين الذين وجدوا في مصر وطنًا ثانيًا.

إقرأ أيضاً: الاتفاق الأمني بين دمشق وتل أبيب: هل بدأت سوريا تدخل مرحلة تقاسم أمني معلن؟

إقرأ أيضاً: سوفا 53.. الاحتلال الإسرائيلي يوسع وجوده العسكري في سوريا

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.