في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عن تعيين القيادي الجهادي السابق “جهاد عيسى الشيخ“ المعروف بلقب “أبو أحمد زكور”، معاونًا لرئيس الجمهورية لشؤون القبائل والعشائر، وذلك بعد تصالح بين الطرفين خلال زيارة الشرع الأخيرة إلى إدلب.
هذا التعيين جاء رغم العداء والانشقاق بين الرجلين، إذ كان أبو أحمد زكور أحد أبرز القادة العسكريين في هيئة تحرير الشام، وكان مقرّبًا من الشرع قبل أن ينشق عن “الهيئة” أواخر عام 2023 بسبب خلافات داخلية واتّهامات بالفساد وسوء استخدام المنصب، بحسب بيانات صادرة عن الهيئة.
من الجهاد إلى المناصب: من هو أبو أحمد زكور؟
الاسم الكامل: جهاد عيسى الشيخ
اللقب: أبو أحمد زكور
من مواليد جنوب شرق حلب، وابن شخصية نافذة في قبيلة البكارة
معتقل سابق في سجن صيدنايا (2004–2012)
عضو مؤسس في جبهة النصرة (التي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام)
شغل مناصب عليا: أمير قطاع حلب، عضو مجلس الشورى، مسؤول العلاقات العامة، المشرف المالي الخارجي للهيئة
وفي عام 2022، تولى منصب المسؤول الأمني للهيئة، وكان مسؤولاً عن التنسيق مع القادة العسكريين والفصائل المحلية.
زكور يتهم الجولاني: ملفات سرّية وفضائح تفجيرات:
بعد انشقاقه، بدأ زكور حملة علنية ضد أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، متهمًا إياه بـ:
1- التورط في تفجير “أطمة” عام 2016، الذي أودى بحياة نحو 50 عنصراً من “الجيش الحر”
2- استخدام المفخخات ضد “حركة نور الدين الزنكي” في الأتارب و”الفوج 46″
3- عقد مبايعات سرية مع فصائل من “الجيش الوطني”
4- العمالة لصالح أجهزة استخباراتية غربية وفتح سجون الهيئة أمام الأمريكيين والبريطانيين
وأكد زكور في تسجيلات صوتية، نسبت إليه وتحققت منها مصادر إعلامية، أن “الجولاني” هو من خطط وأشرف على تنفيذ هذه العمليات عبر مقربين منه، من بينهم وسام الشرع وأبو فراس السوري.
تهديد حقيقي للهيئة: زكور “الصندوق الأسود”:
الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي وصف حينها، زكور بأنه “الصندوق الأسود لهيئة تحرير الشام”، محذرًا من أن المعلومات التي يحملها قادرة على “تعطيل مسارات التفاوض” و”ضرب مصالح الهيئة الإقليمية”.
وبحسب عرابي، فإن خلاف زكور مع الجولاني يفوق في خطورته ملفات أمثال أبو عبد أشداء وأبو ماريا القحطاني، وذلك بسبب حجم النفوذ الذي كان يملكه داخل الهيئة، وصلاته العشائرية والمالية الواسعة.
من الخصومة إلى المصالحة: لماذا عيّن الشرع زكور؟
جاء تعيين أبو أحمد زكور في منصب معاون الرئيس لشؤون العشائر في ظل توترات في مناطق الشمال السوري، ووسط محاولات من الحكومة الانتقالية لضبط العلاقات مع العشائر وكسب ولاءات جديدة في وجه التحديات الأمنية المتزايدة.
ويبدو أن القرار محاولة لـ:
1- احتواء الخلافات القديمة
2- إعادة توظيف نفوذ زكور القبلي والميداني
3- منع تسريب مزيد من المعلومات الحساسة التي قد تهدد استقرار الحكومة الانتقالية والتحالفات القائمة
في أيار 2023، فرضت واشنطن عقوبات على أبو أحمد زكور بتهم تمويل الإرهاب، وذكر اسمه ضمن ملفات تتعلق بـ”هيئة تحرير الشام” و”كتيبة التوحيد والجهاد”
لجأ زكور بعد انشقاقه إلى مناطق عشيرته في أعزاز بريف حلب، حيث تعرض لمحاولة اعتقال فاشلة من قبل الهيئة.
من قاد حملة الجولاني على زكور؟
حملة هيئة تحرير الشام لاعتقال “أبو أحمد زكور” قادها ابن عم “أبو محمد الجولاني” والذي يدعى “ويس الشرع” أو ما يعرف بـ”وسيم الشرع” والذي كان المسؤول الأمني لتحرير الشام بالتعاون مع “أبو أحمد حدود” (وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية أنس خطاب) للمنطقة الشمالية لحلب (درع الفرات – غصن الزيتون)، اللذان تسلما الملف عقب عزل “أبو أحمد زكور”.
وفق مصادر إعلامية، عرض زكور لاحقًا وساطة روسية – تركية للمصالحة مع الشرع، في مقابل ضمان أمني وعودة إلى العمل السياسي.
إقرأ أيضاً: العشيرة تقرّر: هل أنت شبيح أم محمي.. مَن ينجو في دير الزور؟
إقرأ أيضاً: صالح الحموي يهاجم الحكومة السورية الجديدة: مجموعة أغبياء وفشلة