صيف 2025 يسجّل رقماً قياسياً بحرائق الغابات في سوريا: أكثر من 1600 حريق وموجة نزوح واسعة

شهد صيف 2025 أسوأ موجة حرائق في تاريخ سوريا الحديث، حيث تم تسجيل أكثر من 1600 حريق منذ بداية شهر أيار وحتى أواخر أيلول، بحسب بيانات وزارة الطوارئ والكوارث، ما جعله الصيف الأقسى على الغابات السورية، في ظل غياب التنسيق والاستجابة الفعالة من الجهات الحكومية.

حرائق ضخمة تضرب الساحل السوري وريف حمص وحماة:

تركزت الحرائق في جبلي الأكراد والتركمان، وامتدت لتطال مناطق واسعة مثل جبلة، مصياف، الحفة، القرداحة، ريف حمص الغربي، وريفَي طرطوس وحماة.

ومن بين أكثر الحرائق تدميراً، حريق جبال اللاذقية الذي استمر 12 يوماً وأتى على أكثر من 16,000 هكتار، بينها 2,200 هكتار من الأراضي الزراعية، وألحق الأضرار بـ 45 قرية، وأدى لتضرر نحو 1,200 عائلة.

خسائر فادحة: 20 ألف هكتار متضررة ونزوح أكثر من مليون شخص:

وفق تقديرات منظمات بيئية محلية، بلغت المساحة الإجمالية المتضررة من الحرائق نحو 20,000 هكتار، فيما تجاوز عدد القرى المتضررة 60 قرية.

كما تسببت الحرائق في نزوح ما يزيد عن مليون و156 ألف شخص، بين نازحين دائمين وآخرين نزحوا بشكل مؤقت بسبب الأضرار التي لحقت بمنازلهم وأراضيهم.

سوريا تخسر 20% من غاباتها… ومعظمها في الساحل:

تُقدّر المساحة الحراجية الإجمالية في سوريا بنحو 513,000 هكتار، وقد خسرت البلاد ما يقارب 20% من غطائها الغابي خلال هذه الموجة غير المسبوقة.

وتُعد غابات الساحل السوري مسؤولة عن 61% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا، مما يُبرز حجم الخسارة البيئية الفادحة التي تكبدتها البلاد خلال موسم الحرائق.

اتهامات بإشعال الحرائق عمداً… ودخان أسود يعزز الشكوك:

مع انتشار الحرائق بهذا الشكل المتسارع، تداول ناشطون ومواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي فرضيات تفيد بافتعال هذه الحرائق، خاصة بعد ملاحظة دخان أسود كثيف في بعض المناطق، يُعتقد أنه ناتج عن احتراق مواد نفطية.

وزادت الشكوك بعد رصد استمرار الحرائق قرب الحدود التركية، وتحديداً في جبل التركمان، على مقربة من ولاية هاتاي التركية، حيث استمرت النيران لأسبوعين دون إخماد فعلي، رغم تمكن فرق الإنقاذ العراقية والأردنية من احتوائها في أقل من 24 ساعة.

الدفاع المدني يتحدث عن “خطوط نار”… والحكومة تنفي:

شهادات ميدانية من خبراء سابقين في الدفاع المدني أكدت وجود خطوط نار واضحة في أماكن الاحتراق، مما يتنافى مع تصريحات وزارة الطوارئ التي نفت وجود مؤشرات على افتعال الحرائق.

كما أشار الخبراء إلى تعطيل منصة الاستشعار عن بعد، التي كانت تنذر بارتفاع مؤشرات الخطورة، وهو ما أدى إلى فشل في الاستجابة المبكرة، وتحميل الجهات الرسمية مسؤولية مباشرة عن تفاقم الأضرار.

انتقادات حادة لوزارة الطوارئ:

تتصاعد موجة من الانتقادات على صفحات وزارة الطوارئ والكوارث، حيث أشار المعلقون إلى تقصير في سرعة الاستجابة، ضعف التنسيق، وتجاهل الخبرات المحلية من الدفاع المدني والمهندسين الزراعيين.

كما أثار ظهور مسؤولين في جلسات تصوير قرب مواقع الحرائق غضباً واسعاً بين المتضررين.

غياب الخطط الحكومية للتعويض وإعادة الإعمار الزراعي:

حتى اللحظة، لا توجد خطط واضحة لتعويض المتضررين أو تقديم قروض لإعادة إحياء الأراضي الزراعية المحروقة. كما غابت المساعدات الدولية رغم حجم الكارثة البيئية والإنسانية، دون تبريرات رسمية.

إقرأ أيضاً: أهالي جبل التركمان باللاذقية يشكون من غياب كامل للدعم بعد الحرائق

إقرأ أيضاً: حرائق وجفاف يهددان تربية النحل في سوريا

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.