رغم وعود الغاز الأذري… الكهرباء لم تشهد تحسناً

داما بوست -خاص

بعد مضي أكثر من شهر ونصف الشهر على تصريحات حكومية متفائلة بوصول شحنات من الغاز الأذري إلى سوريا وتحسّن الكهرباء، لا يزال الواقع المعاش في معظم المحافظات السورية بعيداً عن الوعود الرسمية. فقد بقيت ساعات التقنين على حالها، وأحياناً ازدادت سوءاً في بعض المناطق، مما أثار استياء واسعاً بين المواطنين الذين لم يلمسوا أي تحسّن فعلي، باستثناء بعض أحياء العاصمة دمشق.

وعود “تحسُّن الكهرباء” تتبخّر تحت حر الصيف:

في مطلع آب، أعلنت وزارة الكهرباء عن قرب تحسن “ملحوظ” في التيار الكهربائي، بعد وصول شحنات من الغاز الأذري عبر عقود توريد جديدة. لكن ومع مرور الوقت، لم يشهد الشارع السوري أي تغيير يذكر.

رامي من سكان حي المزة في دمشق، قال لشبكة “داما بوست”: “وعدونا بـ10 ساعات كهرباء يومياً، لكن كل ما حصلنا عليه فعلياً هو زيادة نصف ساعة أو ساعة بالكاد في بعض الأيام، وفي مناطق ثانية، الوضع كما هو أو أسوأ”.

في حين قالت أم حسام من حي الميدان: “من وقت ما حكوا عن الغاز، وأنا عم بستنى. ما تغير شي. منشتغل على البطاريات والشواحن المتنقلة، وما منلحق نشحن قبل ما تنقطع الكهرباء من جديد”.

تحسن جزئي في العاصمة… وبقية المحافظات خارج “الخدمة”:

رغم نفي رسمي لتفاوت توزيع الكهرباء بين المناطق، إلا أن الواقع يشير إلى أن بعض أحياء دمشق الراقية شهدت تحسناً طفيفاً، في حين بقيت معظم مناطق الريف والمحافظات الأخرى تعاني من تقنين قاسٍ قد يصل إلى ساعتين تغذية مقابل 4 إلى 6 ساعات قطع، وأحياناً أسوأ.

ليلى، طالبة جامعية من مدينة حمص، تقول: “إذا كانت دمشق فيها 6 -8 ساعات كهرباء باليوم، نحنا ما عنا غير ساعة أو ساعتين بالكثير، وكل يوم في قطع طويل. ما شفنا لا غاز أذري ولا غيره”.

أما أبو عدنان، سائق تكسي من حلب، فيؤكد: “عم يقولوا الغاز وصل، بس وين؟! المولدات شغالة عنا، وإذا ما كان في اشتراك، الوضع بالليل بيصير مأساوي”.

الحكومة تلتزم الصمت… ولا خطط معلنة حتى الآن:

ورغم الانتقادات الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تُصدر وزارة الكهرباء أو الحكومة أي توضيحات جديدة حول أسباب عدم تحسن الكهرباء فعلياً، أو عن مصير كميات الغاز المورّدة.

ناشطون سوريون عبروا عن مخاوف من أن يكون الحديث عن الغاز الأذري لا يتعدّى كونه محاولة لامتصاص مطالبات الشارع في ظل أزمة خانقة مستمرة منذ سنوات، وخصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يزداد الاعتماد على الكهرباء للتدفئة.

معاناة مستمرة مع قرب الشتاء:

في ظل غياب أي مؤشرات على تحسن قريب، يستعد السوريون لفصل شتاء جديد بكهرباء ضعيفة، ووسائل بديلة باهظة الثمن. وتشير توقعات المواطنين إلى أن الوضع قد يزداد سوءاً مع ارتفاع الأحمال الكهربائية في الشتاء، ما قد يؤدي إلى تقنين أشد.

نضال (مدرس من ريف دمشق) يعلق ساخطاً: “الصيف وعدونا، والشتا أكيد رح يرجعوا يبرروا الضغط الزائد عالخطوط. كل سنة نفس القصة، والناس هي اللي بتتحمل”.

رغم كل الوعود الحكومية، فإن واقع الكهرباء في سوريا لم يتغير، وتحسن الخدمة بقي محصوراً في نطاق ضيق داخل بعض أحياء العاصمة. أما بقية البلاد، فلا تزال تعاني من انقطاع طويل وتغذية ضعيفة، ما يعكس فشلاً في التوزيع العادل أو في تنفيذ الخطط المعلنة.

إقرأ أيضاً: ما سبب تراجع التغذية الكهربائية في حلب

إقرأ أيضاً: تفاقم أزمة السكن في سوريا: في ظل تزايد الأعباء المعيشية؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.