ملايين الدولارات لمشاريع التنمية في سوريا: غياب الشفافية يثير التساؤلات
شهدت عدة محافظات سوريا في الفترة الأخيرة حملات تبرع واسعة النطاق تحت شعارات مثل “أربعاء حمص”، “أبشري حوران”، و”ريفنا بيستاهل”، بهدف دعم مشاريع التنمية وإعادة الإعمار.
ورغم نجاح هذه الحملات في جمع مبالغ ضخمة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، إلا أن غياب الشفافية في آليات الإنفاق أثار قلقاً واسعاً وتساؤلات بين السكان.
مبادرات ضخمة.. وعائدات غير واضحة
1- “أربعاء حمص”: جمعت هذه المبادرة التي أطلقها “فريق ملهم التطوعي” أكثر من 13 مليون دولار لدعم قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية في حمص، لكن لم يُكشف عن تفاصيل صرف هذه الأموال.
2- “أبشري حوران”: تعد الأكبر من حيث المبالغ التي جمعتها، حيث بلغت التبرعات أكثر من 44 مليون دولار.
وعلى الرغم من أن القائمين على الحملة أكدوا أن الأموال ستُستخدم في مشاريع خدمية وتعليمية، إلا أن وجهاء من بلدة “خربة غزالة” في درعا تفاجأوا بعدم إدراج بلدتهم في أي من مشاريع الترميم المخصصة للمدارس، مما يعكس غياب القوائم والشفافية المعلنة.
3- “ريفنا بيستاهل”: جمعت هذه الحملة في ريف دمشق أكثر من 76 مليون دولار، وتم الإعلان عن خطط لترميم وإعادة بناء مئات المدارس، لكن آليات التنفيذ لم تُوضح بشكل كافٍ.
4- “أهل العز لا ينسون”: حملة في ريف حلب جمعت حوالي 1.2 مليون دولار مخصصة لتأهيل منشآت صحية وتعليمية، دون الكشف عن تفاصيل إنفاقها.
5- “دير العز”: جمعت الحملة في دير الزور 30 مليون دولار وما زالت مستمرة.
وقد وعدت مديرة الحملة ببيان تفصيلي يوضح كيفية صرف الأموال، في خطوة تأخرت عنها المبادرات الأخرى.
تساؤلات حول المصير والشفافية
المشهد يتكرر في كل حملة: أرقام كبيرة يتم الإعلان عنها، لكن تفاصيل الصرف وآليات التنفيذ تبقى مجهولة.
يطالب الأهالي ببيانات رسمية وتقارير واضحة توضح أين ذهبت كل ليرة تم التبرع بها.
وتشير هذه المطالب إلى ضرورة أن تتحول هذه المبادرات من مجرد شعارات جاذبة إلى مشاريع ملموسة وشفافة، تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها وتعيد الثقة بين المانحين والمستفيدين
إقرأ أيضاً: من مخبري إلى مدير معبر جرابلس.. تعيين شقيق وزير الدفاع يثير الجدل