أشارت التقديرات الأولية الرسمية الليبية لمقتل نحو 2800 شخص في ليبيا جراء العاصفة “دانيال”، التي ضربت شرق البلاد، والتي تعد أكبر كارثة من نوعها تشهدها ليبيا منذ 40 عاماً.
وأعلن المجلس الرئاسي الليبي في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها جراء العاصفة، والتي أدت لفقدان آلاف الأشخاص.
ولم يتسنَّ للسلطات إجراء إحصائيات دقيقة لأعداد المفقودين، فيما أكدت مصادر رسمية أن السيول والفيضانات بالمدينة ناجمة عن انهيار سدين مائيين، وسط صعوبة بالغة تواجهها عمليات فرق الإنقاذ.
وشملت السيول مدن درنة والبيضاء وشحات وسوسة شرق ليبيا، مخلفةً ضحايا وأضراراً مادية كبيرة، فيما تم الإبلاغ عن فقدان نحو 9 آلاف آخرين، في إحصائيات غير دقيقة حتى الآن.
كما سببت السيول تدمير 5 أحياء بالكامل في درنة، ونزوح الآلاف من السكان من المدن المنكوبة، إضافة لمقتل أكثر من 50 شخصاً في مدينة البيضاء.
ووصلت قوافل مساعدات مقدمة من حكومة الوحدة الوطنية ومن مؤسسات حكومية بالمنطقة الغربية ومن كافة أنحاء البلاد إلى مدينة درنة، بالتزامن مع الإعلان عن جسر جوي لنقل المساعدات من مدينتي طرابلس ومصراتة في الغرب إلى بنغازي في الشرق.
وأعلنت دول عدة مد يد العون للمساعدة في لإغاثة المتضررين في ليبيا، ومنها الجزائر وتونس وقطر والإمارات وتركيا، حيث أعلنت أنقرة نيتها إرسال 3 طائرات تشمل فريق الإنقاذ ومئات الخيام والمولدات الكهربائية والمواد الغذائية ومنتجات النظافة والملابس، وستغادر الطائرات إلى بنغازي صباح اليوم الثلاثاء.
وبدوره، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوات الجيش ووزارة الصحة لتقديم المساعدة الفورية للمتضررين من السيول في الشرق الليبي.
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية “عبد الحميد الدبيبة” قد أصدر تعليمات للجهات العامة باتخاذ كل الإجراءات لمواجهة الأضرار الناجمة عن هذه السيول، كما أعلن الحداد 3 أيام على ضحايا السيول، داعياً الدول الشقيقة والصديقة لتقديم العون لبلاده.
وبالتزامن، ضربت مساء الاثنين، عاصفة ترابية مدن الواحات الليبية، وأدت إلى حجب الرؤية، ومنع السفر من وإلى المنطقة، إلى جانب تذبذب في الاتصالات وانقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء.
وقالت مصادر رسمية.. “إن العاصفة تسببت في سقوط بعض أشجار النخيل وانعدام الرؤية الأفقية بشكل كبير، حيت بلغت سرعة الرياح في بعض الأحيان 45 كلم في الساعة”.
ويذكر أن العاصفة “دانيال” انطلقت بداية من اليونان وتركيا قبل أن تتوجه نحو ليبيا، وأسفرت عن تساقط غزير للأمطار تجاوزت 400 مليمتر على بعض المناطق، وأكدت حكومة الوحدة الليبية أن كمية الأمطار في شرق البلاد لم تسجل منذ أكثر من 40 عاماً، ومن المتوقع أن تتجه العاصفة نحو الأراضي المصرية لكن بتأثير محدود بعد أن فقدت قوتها عقب وصولها لليابسة في ليبيا.