مشروع “برق”: سوريا تسعى لربط المنازل بالألياف الضوئية
كشف وزير الاتصالات وتقانة المعلومات في الحكومة الانتقالية السورية عبد السلام هيكل عن مشروع “برق” الجديد، الذي يهدف إلى بناء شبكة ألياف ضوئية في المدن الرئيسية، وربط كل منزل بالكابل الضوئي، إلى جانب إعادة تأهيل شبكات الهاتف المحمول وفق معايير عالمية. وأكد هيكل أن المشروع يأتي في إطار خطة لتطوير البنية التحتية الرقمية، ودعم الخدمات الحكومية والإلكترونية
طموح رسمي يواجه واقعاً صعباً
يأتي هذا الطموح في ظل واقع صعب يواجهه قطاع الاتصالات في سوريا، حيث تعاني الخدمات من سرعات منخفضة وانقطاعات متكررة.
كما يخضع سوق الإنترنت لشبه احتكار من قبل شركتين رئيسيتين، “سيريتل” و”أن تي أن”، بأسعار مرتفعة مقارنة بالدخل المحلي.
ويضاف إلى ذلك توقف نظام الدفع الإلكتروني، مما يعيق نمو التجارة الإلكترونية ويضع سقفاً أمام أي مشاريع رقمية ضخمة.
خبراء يحددون شروط النجاح
ويرى الخبير في قطاع الاتصالات، المهندس خالد المقداد، أن مشروع “برق” يمثل خطوة طموحة، لكنه يحذر من أن نجاحه لن يكون ممكناً إلا بمعالجة الوضع الراهن بواقعية.
ويشير المقداد في مقابلة مع “العربي الجديد” إلى أن البنية التحتية تضررت بشكل واسع خلال سنوات الحرب، مما يجعل مد الكابلات الضوئية تحدياً فنياً ومالياً كبيراً.
ويضيف أن النجاح يعتمد على تأمين التمويل الكافي، وضمان استقرار الوضع الأمني، وتطوير القدرات التقنية للكوادر المحلية، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع القطاع الخاص والدعم المحتمل من مؤسسات دولية
إصلاح الأساسيات أولاً
ويؤكد الخبير أن أي مشروع تطوير للبنية التحتية الرقمية يجب أن يبدأ من تحسين جودة خدمة الإنترنت الأساسية أولاً.
ويشدد على ضرورة إعادة بناء السوق الرقمي ليصبح أكثر تنافسية وشمولية، مع تفعيل نظام الدفع الإلكتروني، قبل التوسع في مشاريع ضخمة مثل “برق”.
وذلك لتجنب تبديد الموارد وضمان تحقيق أثر ملموس في حياة المواطنين والاقتصاد الرقمي
إقرأ أيضاً: دمشق تطلق أول موسوعة أكاديمية للتعليم العالي في الشرق الأوسط