وداعاً لدوار الحركة.. الموسيقى الحل السحري لسفر ممتع
وداعاً لدوار الحركة لطالما كان دوار الحركة كابوساً يفسد متعة السفر لدى الكثيرين. لكن الآن، قد يكون الحل بسيطاً مثل تشغيل أغنيتك المفضلة. دراسة حديثة كشفت أن أنواعاً معينة من الموسيقى تمتلك قدرة مذهلة على تخفيف أعراض دوار الحركة، بل وتخفيضها بأكثر من النصف!
أشرف باحثون من جامعة ساوث ويست في الصين على دراسة فريدة من نوعها، استخدموا فيها تقنيات متقدمة لمراقبة نشاط الدماغ أثناء تجربة محاكاة القيادة. الهدف؟ فهم كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر على الدماغ وتحد من الشعور بالغثيان.
تناغم الدماغ والموسيقى
لاحظ الباحثون أن نشاط الدماغ في الفص القذالي، المسؤول عن معالجة المدخلات البصرية، يتغير بشكل كبير عند ظهور دوار الحركة. ومع بدء الشعور بالدوار، تصبح الموجات الدماغية في هذه المنطقة أقل تعقيداً. لكن عند الاستماع للموسيقى، وخاصة الأنواع المناسبة، بدأت هذه الموجات تستعيد نشاطها، مما يعكس تحسناً في حالة المشاركين.
الموسيقى الهادئة والمبهجة في المقدمة
ركزت الدراسة على أربعة أنواع رئيسية من الموسيقى: الهادئة، المبهجة، المؤثرة (العاطفية)، والحزينة. وكانت النتائج مدهشة:
الموسيقى الهادئة والمبهجة حققت أكبر نسبة تحسن، حيث خفضت الغثيان بمتوسط يتجاوز 56%.
الموسيقى العاطفية جاءت في المرتبة التالية، مع تخفيف الأعراض بنسبة 48%.
الموسيقى الحزينة كانت الأقل فعالية، بل إن تأثيرها كان أقل من عدم الاستماع للموسيقى على الإطلاق.
لماذا الموسيقى؟
يُعتقد أن الموسيقى الهادئة تعمل على تخفيف التوتر الذي يزيد من حدة دوار الحركة، بينما تعمل الموسيقى المبهجة على تشتيت الانتباه وتنشيط أنظمة المكافأة في الدماغ. في المقابل، قد تزيد الموسيقى الحزينة من المشاعر السلبية، مما يؤدي إلى تفاقم الشعور بعدم الراحة.
هل يمكن للموسيقى أن تحل محل الأدوية؟
يُشير الباحثون إلى أن الموسيقى تقدم بديلاً غير جراحي ومنخفض التكلفة للأدوية التي قد تسبب النعاس وآثاراً جانبية أخرى. وقد أكد الباحث كييزونغ يوي أن هذه النتائج قابلة للتطبيق على أنواع مختلفة من دوار الحركة، سواء كان ذلك في السيارة، الطائرة، أو السفينة.
لذا، في المرة القادمة التي تخطط فيها لرحلة، لا تنسَ إعداد قائمة تشغيل تتضمن أغانيك الهادئة والمبهجة. قد تكون هذه هي تذكرتك لسفر أكثر راحة ومتعة!
إقرأ أيضاً : الموسيقى والألغاز.. مفتاحك السحري لـ«عقل لا يشيخ»