انقطاعات متكررة في شبكات الاتصالات تشلّ الحياة اليومية في دير الزور
تعاني مدينة دير الزور شرق سوريا من انقطاعات متكررة في شبكات الاتصالات والإنترنت، الأمر الذي تسبب في شلل شبه تام للحياة اليومية وأدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة طالت أصحاب الأعمال، خصوصاً في قطاعات التجارة، الصرافة، والخدمات الإلكترونية.
ويؤكد أصحاب المشاريع أن هذه الانقطاعات تؤثر بشكل مباشر على أنشطتهم، حيث يعتمد الكثير منهم على الإنترنت والهاتف المحمول لإدارة عملياتهم التجارية والتواصل مع العملاء.
قطاع الأعمال الأكثر تضرراً:
يقول محمد علي الهلال، أحد التجار في المدينة، لموقع نورث برس: “أعاني بشدة من الانقطاعات المتكررة للاتصالات، فمعظم أعمالي تعتمد على التواصل اللحظي مع التجار والعملاء. كل انقطاع يؤدي إلى تعطيل عملي وتأخير الشحنات”.
وأضاف: “ألجأ أحياناً إلى الإنترنت الفضائي كحل بديل، لكنه غير فعّال خارج المدينة بسبب ضعف التغطية”.
أما عبد الرحمن الحسن، صاحب مكتب صرافة، فيؤكد أن تذبذب الاتصال يسبب خسائر مباشرة: “في ظل تغيرات سعر الصرف، لا يمكننا العمل بشكل طبيعي. نضطر أحياناً لإغلاق المكتب أو الاعتماد على بدائل مثل شبكة آرسيل أو الإنترنت الفضائي، كما تتأثر معاملات تطبيق ’شام كاش‘ بسبب هذه الانقطاعات”.
أسباب متعددة لانقطاع الشبكة:
تعود أسباب الانقطاع، بحسب مهندسي الاتصالات، إلى عدة عوامل أبرزها:
1- سرقة الكابلات الضوئية
2- أعمال الحفر غير المنسقة
3- الأعطال الطارئة
4- تلف الكابلات نتيجة القوارض
ويقول المهندس سفيان الشريف، مدير التشغيل والصيانة: “بعض الانقطاعات سببها تجاوزات على شبكة الألياف الضوئية أو سرقات، إضافة إلى أعطال ناتجة عن حفر عشوائي. هذه الأمور تتكرر باستمرار، وتحتاج لوقت لتحديد موقع الخلل والقيام بالإصلاحات”.
وأكد أن التنسيق مع الشركة السورية للاتصالات جارٍ، لكن التأخير في الإصلاحات يحدث أحياناً بسبب بُعد المسافات وصعوبة الوصول إلى مواقع الأعطال، خاصة في مناطق مثل تدمر.
غياب التنسيق وجهات حكومية متورطة:
من جانبه، قال محمد أمين الإبراهيم، رئيس الشعبة الضوئية، إن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية يؤدي أحياناً إلى تخريب الكابلات عن طريق الخطأ خلال تنفيذ مشاريع أخرى.
وأوضح أن بعض السارقين يعتقدون أن الكابل نحاسي، بينما هو في الواقع من الألياف الزجاجية عديمة القيمة المادية، ما يسبب أعطالاً دون فائدة تُذكر.
خطط لحلول مستدامة وسط تحديات لوجستية:
رغم الأزمة، تعمل مديرية الاتصالات في دير الزور على إعداد خطط لمعالجة الانقطاعات المتكررة، تشمل:
1- إعادة تفعيل كابل احتياطي قديم لتأمين الحد الأدنى من الخدمات للمصارف والدوائر الحكومية.
2- خطة مستقبلية لتوسيع حزمة الإنترنت عبر إضافة 10 غيغابايت لتحسين جودة الاتصال في المحافظة.
لكن بحسب محمد أمين، فإن نقص الوقود (الديزل) والمشاكل اللوجستية تعرقل سرعة التنفيذ، خاصة في حالات الأعطال خارج المدينة، حيث يحتاج الفريق إلى ساعات للوصول إلى الموقع ثم البدء بأعمال الصيانة.
تشير الوقائع إلى أن محافظة دير الزور تعاني من أزمة اتصالات خانقة نتيجة ضعف البنية التحتية وغياب التنسيق وسرقة الكابلات، ما ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي وسير الحياة اليومية. ويأمل السكان في إدخال شركات اتصالات جديدة أو تطوير البنية الحالية لتوفير خدمة إنترنت مستقرة وآمنة في أسرع وقت ممكن.
إقرأ أيضاً: منذ أكثر من شهرين.. الاتصالات الخلوية مقطوعة في شمال شرق سوريا وسط تجاهل رسمي
إقرأ أيضاً: مدير عام الاتصالات السورية: أسعار الإنترنت تتجه للانخفاض