عراقيل تعيق زيارة مرتقبة للمجلس الوطني الكردي إلى دمشق
أفادت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” أن الزيارة المخطط لها لقيادات من المجلس الوطني الكردي إلى دمشق، للقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، تواجه تحديات كبيرة قد تؤدي إلى إلغائها.
وأشارت المصادر إلى أن قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، لم يوافق على هذه الزيارة، كما أن الولايات المتحدة وفرنسا لم ترحب بها.
وذكرت المصادر أن الجانب الأمريكي نصح المجلس الوطني الكردي بالانضمام إلى اللجان الفنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، التي تتفاوض بالفعل مع الحكومة السورية، بدلاً من إرسال وفد منفرد إلى دمشق.
وكان رئيس المجلس، محمد إسماعيل، قد زار تركيا مؤخراً، وبعدها أعلن المجلس نيته الحوار مع دمشق.
وأكدت الأمانة العامة للمجلس، في بيان صدر بعد اجتماعها في القامشلي، على ضرورة الحوار الجاد مع السلطة السورية للتوصل إلى حل عادل للقضية الكردية وتحديد مستقبل الدولة السورية.
وفي وقت سابق، كان المتحدث باسم المجلس، يوسف فيصل، قد أعلن للموقع نفسه، عن استعدادهم للقاء الشرع، لكنه أوضح أن هذا اللقاء لن يكون بديلاً عن الوفد الكردي المشترك المتفق عليه مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الحزب المهيمن على “قسد”.
وكان المجلس والاتحاد الديمقراطي قد اتفقا في يونيو الماضي على تشكيل وفد تفاوضي موحد مع دمشق، لكن هذا الوفد لم يتم تفعيله بسبب الخلافات المستمرة بين الطرفين.
ورغم إعلانهما في أبريل الماضي عن وثيقة مشتركة تتضمن مطالب مثل إقرار النظام اللامركزي وضمان حقوق الأكراد في الدستور المستقبلي، إلا أن كل طرف لا يزال يحمل رؤية مختلفة عن الحل النهائي للقضية الكردية.
توضح المصادر أن المجلس والاتحاد الديمقراطي بصدد استئناف المفاوضات بينهما، بدفع من قيادة إقليم كردستان العراق، بهدف توحيد الصف الكردي في سوريا.
ويسعى المجلس إلى التفاوض حول 28 ملفاً لضمان مشاركته الفعالة في إدارة شمال شرق سوريا.
ويرغب المجلس في التركيز على المناطق ذات الأغلبية الكردية، بينما يريد الاتحاد الديمقراطي ضم المناطق العربية التي تسيطر عليها “قسد” إلى ملف التفاوض مع دمشق.
في سياق متصل، وقع مظلوم عبدي في مارس الماضي اتفاقاً مع الشرع لدمج القوات الكردية في الجيش السوري، لكن المفاوضات التقنية لم تحقق أي تقدم.
فالحكومة السورية تريد استعادة السيطرة على الشمال الشرقي من “قسد”، بينما تصر “قسد” على البقاء ككيان مستقل ضمن الجيش، والاحتفاظ بسيطرتها على ثلث سوريا الغني بالموارد.
وأوضح الشرع في مقابلة تلفزيونية مؤخراً أن المفاوضات مع “قسد” شهدت تباطؤاً، وأكد أن الاتفاق كان ينص على دمج “قسد” في الجيش السوري مع مراعاة خصوصيات المناطق الكردية.
وشدد الشرع على أن “قسد” لا تمثل المكون الكردي بأكمله، وأن الأغلبية في شمال شرق سوريا من المكون العربي.
وأكد أن مصلحة المنطقة تكمن في العودة إلى دمشق، مشدداً على أن سوريا لن تتنازل عن “ذرة تراب واحدة”.
وتشير المعطيات على الأرض إلى أن “قسد” ليست مستعدة لتسليم المناطق التي تسيطر عليها، وتتمسك بطلباتها المتعلقة بوضعها العسكري وإقرار اللامركزية السياسية، وهي مطالب تبدو دمشق غير مستعدة أو غير قادرة على تلبيتها.
اقرأ أيضاً:المجلس الوطني الكردي يؤكد على ضرورة الحوار مع الحكومة السورية الانتقالية
اقرأ أيضاً:المجلس الوطني الكردي: إدارة الشرع تتحمل العنف ونريد اعترافاً دستورياً
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام