احتجاج سائقي الشاحنات في حمص يثير الجدل بعد تهديدات مسؤول أمني مسلح
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يوثّق اعتصاماً لسائقي الشاحنات في مدينة حمص، يظهر فيه مسؤول أمني مسلح يهدد المعتصمين بـ”عدم الرحمة” في حال تجاوز أحدهم ما وصفه بـ”الخطوط الحمراء”، خاصة ما يتعلق بـ”رموز الدولة”.
وقال المسؤول الظاهر في الفيديو، إنه “ابن سائق شاحنة”، لكنه شدد على وجود قنوات رسمية لإيصال المطالب، داعياً المعتصمين إلى جمع تواقيع وتوكيل ممثلين عنهم لمقابلة وزير النقل أو محافظ حمص، أو حتى الظهور عبر وسائل الإعلام.
إلا أن تصريحه الذي أثار الجدل عندما قال: “أي شخص يوقف سيارة، أو يسقط رموز الدولة، لا يلوم إلا نفسه… أنا ما رح ارحم حدا، أياً كان”.
وقد ظهر المسؤول في الفيديو وهو يحمل سلاحه على خصره بشكل علني، ما اعتبره ناشطون رسالة تهديد مباشرة للمتظاهرين السلميين.
ماذا يريد سائقو الشحن؟
يأتي هذا الاعتصام امتداداً لحراك بدأه سائقو الشاحنات في دمشق واللاذقية منذ شهر آب الماضي، رفضاً لقرار هيئة المنافذ البرية والبحرية القاضي بتطبيق “النقل الحر”، والذي أدى إلى إيقاف عمل مكاتب تنظيم نقل البضائع في سوريا، المعروفة بـ”مكاتب الدور”.
ويطالب السائقون بـ:
1- إعادة تفعيل مكاتب الدور التي تنظّم تسلسل النقل.
2- إنشاء نقابة مستقلة تمثل حقوقهم.
3- العدول عن تفويض الشركات الخاصة بالتحكم في تنظيم عمليات النقل.
وبحسب السائقين، فقد توجهوا إلى وزارة النقل لمقابلة الوزير، لكن طلبهم قوبل بالرفض، كما التقوا مدير الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية “قتيبة بدوي”، دون أي استجابة.
خلفية عن مكاتب تنظيم نقل البضائع في سوريا
تم تأسيس هذه المكاتب عام 1965، وهي مسؤولة عن:
1- تسجيل سيارات الشحن في جداول الدور لنقل البضائع.
2- تنظيم النقل البري بين المحافظات وخارج سوريا.
3- متابعة شؤون النقل مع القطاعين العام والخاص.
4- الإشراف الميداني على تنفيذ خطط النقل والترانزيت.
وقد أدّى إيقاف هذه المكاتب لصالح شركات خاصة إلى تراجع دخل آلاف السائقين وزيادة سيطرة الشركات الكبيرة على سوق النقل.
لغة التهديد تثير المخاوف وتفتح باب التساؤلات:
أثار المقطع المصوّر للمسؤول الأمني المسلح موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن لغة التهديد والوعيد تمثل انتهاكًا لحق المواطنين في الاعتصام السلمي، وطرحوا تساؤلات حول:
من هم “رموز الدولة” الذين لا يُسمح بانتقادهم؟
ما هي صلاحيات هذا المسؤول الأمني ليقول إنه “لن يرحم أحداً”؟
ولماذا يُواجَه الاحتجاج المدني بـالعسكرة والترهيب بدلًا من الحوار؟
إقرأ أيضاً: انتشار السلاح في سوريا: تهديد أمني واجتماعي في ظل غياب الدولة
إقرأ أيضاً: تصاعد حوادث الاختطاف والتشليح في سوريا وسط فلتان أمني متزايد