العام الدراسي.. تكاليف التجهيز تصل إلى 700 ألف ليرة
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تواجه العائلات السورية تحديات اقتصادية كبيرة جراء ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية بشكل غير مسبوق، ما يجعل تجهيز الطالب الواحد يكلف ما بين 500 و700 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يتجاوز دخل كثير من الأسر لعدة أشهر.
في مدينة حماة وريفها، سجلت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً، إذ تراوحت أسعار الحقائب بين 45 و200 ألف ليرة، بينما بلغ سعر البدلة المدرسية للمرحلة الابتدائية بين 75 و130 ألف ليرة. كما تراوحت أسعار الأحذية بين 50 و100 ألف ليرة، في حين ارتفع سعر الدفاتر الصغيرة من 3 آلاف ليرة ليزيد بحسب الحجم والنوعية.
وفي محافظة طرطوس، حاولت مديرية التجارة الداخلية التدخل عبر جولات رقابية على المكتبات ومحال القرطاسية، وتحرير ضبوط بحق المخالفين لعدم الإعلان عن الأسعار أو لغياب الفواتير النظامية، لكن ذلك لم يوقف ارتفاع الأسعار. حيث تراوحت أسعار الحقائب المحلية بين 40 و75 ألف ليرة، فيما وصلت أسعار الحقائب المستوردة إلى 100–150 ألف ليرة، لتبقى التكاليف خارج قدرة الأسر محدودة الدخل.
وفي درعا، لجأ الأهالي إلى البسطات الشعبية كخيار أقل تكلفة مقارنة بالمكتبات، حيث يقل السعر بنحو 30%، فمثلاً تُباع الحقيبة على البسطة بـ50 ألف ليرة مقابل 70 ألفاً في المحلات، وتباع الدفاتر الصغيرة بـ2500 ليرة بدلاً من 3000 ليرة.
أما في حلب، فقد أعلنت المؤسسة السورية للتجارة عن تخصيص صالات لبيع القرطاسية بأسعار وصفها البعض بأنها “تنافسية”، لكن الفارق لم يكن كبيراً، إذ تراوحت أسعار الحقائب بين 60 و100 ألف ليرة، ما يبقي تجهيز الطالب عبئاً مالياً على الأسر.
ويزيد من صعوبة الوضع غياب المعارض المدرسية السنوية، التي اعتاد الأهالي على الاستفادة منها للحصول على عروض وتخفيضات، ما يجعل تجهيز أكثر من طالب في الأسرة الواحدة يكلف ملايين الليرات، رقم يصعب تحمله في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ولا تقتصر آثار الأزمة على الجانب المالي، بل تمتد إلى البعد النفسي والاجتماعي، حيث اضطر كثير من الأهالي للاكتفاء بالضروريات أو إعادة استخدام المستلزمات القديمة، ما يحرم الأطفال من تجربة اقتناء أدوات جديدة ويؤثر على معنوياتهم مع بداية العام الدراسي.
ويشير اقتصاديون إلى أن الأزمة تعود في جوهرها إلى ضعف الرقابة على تجار الجملة وربط الأسعار بتقلبات سعر الصرف، ما يجعل كل موسم دراسي يشكل عبئاً جديداً على العائلات السورية في سبيل تلبية احتياجات أبنائها الأساسية.
اقرأ أيضاً:فشل المفاوضات بين الإدارة الذاتية ووزارة التربية السورية حول التعليم