رويترز: حي السومرية بدمشق أشبه بـ “مدينة أشباح”
شهد حي السومرية الواقع غرب العاصمة دمشق، أواخر آب/ أغسطس، حملة أمنية واسعة النطاق نفذتها قوات تابعة لوزارة الداخلية السورية، استهدفت منازل آلاف العائلات، معظمها من ذوي الجنود السابقين في جيش النظام السابق.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”، فقد دخلت القوات إلى الحي وهي تحمل أوامر إخلاء رسمية، إلى جانب أسلحة نارية وسيوف، ثم شرعت في وضع إشارات واضحة على جدران المنازل، حيث رُسمت علامة “إكس” أو حرف “O” باللون الأسود لتحديد البيوت المسموح لأصحابها بالبقاء فيها وتلك المطلوب إخلاؤها. ووفق سكان محليين، لم يبق في الحي سوى نحو 3 آلاف شخص من أبناء الطائفة العلوية، بعد أن كان يضم في السابق ما يقارب 22 ألف نسمة.
يحمل حي السومرية رمزية خاصة لعهد عائلة الأسد التي حكمت سوريا لعقود، إذ ارتبط بمنح الامتيازات الوظيفية والعقارية لكوادر عسكرية وأمنية مقربة من السلطة. ووفق شهادات نقلها التقرير، فإن المسؤول الأمني الذي قاد المداهمة يُدعى “أبو حذيفة”، وأبلغ الأهالي أنهم يقيمون على أراضٍ استولت عليها عائلة الأسد بطريقة غير قانونية، مطالباً بتقديم وثائق ملكية فورية لإثبات الحق في السكن.
العائلات التي عجزت عن إبراز أوراقها وُسمت منازلها بحرف “O” ولُصقت عليها أوامر إخلاء تُلزم السكان بمغادرة بيوتهم خلال 48 ساعة تحت طائلة المحاسبة القانونية. في حين بقيت المنازل التي حملت علامة “X” آمنة مؤقتاً، بينما ظهرت في بعض الحالات العلامتان معاً، نتيجة اختلاف الجهات الأمنية التي شاركت في المداهمات.
وأشار سكان إلى أن عدداً من الرجال استُجوبوا حول خدمتهم العسكرية السابقة، في حين جرى احتجاز آخرين في مبنى سكني حُوّل إلى مركز شرطة، وتعرض بعضهم للضرب من قبل مسلحين هناك. وذكر مراسل “رويترز” الذي زار المكان أن الحي بدت عليه علامات الخواء، إذ غابت الإنارة من معظم المنازل وخَلت الطرقات من السيارات، ولم يظهر في الشوارع سوى قلة من الأشخاص، ما جعله أشبه بـ “مدينة أشباح”.
ولم تصدر أي تعليقات رسمية من وزارتي الإعلام أو الداخلية في دمشق حول خلفيات هذه الحملة الأمنية أو ما إذا كانت تمت بموجب توجيهات مباشرة من القيادة السورية وفي 11 سبتمبر/ أيلول، شاهد صحافيون من “رويترز” قوات الأمن تحرس المدخل الرئيسي للسومرية وتمنع الوصول إليه. لكن شهود العيان الذين تحدثوا للوكالة أكدوا أن المداهمات ولّدت شعوراً واسعاً بالذعر، انعكس في مغادرة مئات العائلات منازلها بشكل متسارع في الأيام التي تلت الاقتحام.
اقرأ أيضاً:تصريحات محافظ دمشق حول أحداث السومرية: لا يجوز ترك الأمور للأفراد