دراسة ألمانية رائدة تكشف سر التركيز: إيقاعات الدماغ هي المفتاح
دراسة ألمانية رائدة تكشف سر التركيز: إيقاعات الدماغ هي المفتاح كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بريمن الألمانية عن اكتشاف ثوري قد يغير فهمنا لآلية عمل الدماغ. فقد توصل العلماء إلى أن التوقيت الدقيق للنشاط الكهربائي في الدماغ هو العامل الأساسي الذي يحدد قدرته على معالجة المعلومات من حوله، وليس مجرد قوة هذا النشاط.
كيف يتمكن الدماغ من تجاهل الضوضاء؟ دراسة ألمانية رائدة تكشف سر التركيز
لطالما كان العلماء في حيرة من أمرهم حول كيفية تمكن الدماغ من التركيز على صوت واحد في بيئة صاخبة مليئة بالموسيقى والضوضاء الخلفية. يوضح الباحثون أن السر يكمن في مسار فريد تنتقل فيه الإشارات الحسية على شكل موجات من إيقاعات غاما (gamma rhythms) إلى مركز المعالجة في الدماغ. هذه الإيقاعات، التي تتذبذب ما بين 30 و90 مرة في الثانية، تعمل كـبوابة توقيت.
بدلاً من معالجة جميع الإشارات الواردة على قدم المساواة، يقوم الدماغ بتضخيم الإشارات التي تصل متزامنة مع ذروة نشاط الخلايا العصبية في إيقاعات غاما، بينما يتم إخماد أو تجاهل تلك التي تصل في اللحظة الخطأ.
آثار الاكتشاف على أمراض الدماغ
هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم وعلاج حالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، الفصام، ومرض الزهايمر. حيث تظهر هذه الأمراض اضطراباً في نشاط إيقاعات غاما، مما يؤدي إلى صعوبة في تصفية المشتتات وضعف في الانتباه والذاكرة.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD):
في أدمغة المصابين به، قد يكون ضعف تزامن غاما هو السبب في عدم القدرة على استبعاد المشتتات، مما يؤثر على التركيز.
مرض الزهايمر: أظهرت دراسات سابقة أن تحفيز إيقاعات غاما باستخدام تقنيات مثل الأضواء الوامضة يمكن أن يقلل من لويحات الأميلويد السامة ويحسن وظائف الدماغ.
مستقبل واعد
يؤكد الباحثون أن الإدراك السليم يعتمد بشكل كبير على التوقيت. فالمعلومات تتدفق بشكل أفضل عندما تتوافق الإشارات مع ذروة النشاط في الخلايا العصبية.
يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام:
تطوير تدخلات جديدة لتحسين الانتباه والذاكرة.
تصميم تقنيات واجهة الدماغ والحاسوب التي تعزز المعالجة الانتقائية للمعلومات وتخزينها.
بشكل عام، تظهر هذه الدراسة أن فهم التوقيت الدقيق لإيقاعات الدماغ ليس مجرد إنجاز علمي، بل هو مفتاح لتحسين الوظائف الإدراكية وتقديم حلول علاجية مبتكرة للعديد من الحالات العصبية.
إقرأ أيضاً : هل الشاي الأخضر هو السر لدرع يحمي الدماغ من الزهايمر؟
إقرأ أيضاً : 9 طرق بسيطة تحمي دماغك من الزهايمر والخرف!