مجلة أمريكية: سياسات الشرع تهدد بدفع سوريا إلى حرب أهلية
حذّرت مجلة أمريكية من أن السياسات المركزية التي يتبناها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، قد تشعل شرارة حرب أهلية جديدة.
فوفقاً لمجلة فورين أفيرز الأميركية، فإن إقصاء الأقليات وتجاهل مطالبها بالحكم الذاتي هو ما يهدد وحدة البلاد.
فبمجرد سقوط النظام، سارع الشرع إلى تشكيل حكومة انتقالية، ونجح في تقديم نفسه كلاعب سياسي مقبول دولياً، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصفه بـ”الصلب” و”الجذاب”.
لكن المجلة الأمريكية تؤكد أن المشكلة الحقيقية ليست في ماضي الشرع كجهادي، بل في رؤيته للحكم. فتمسكه بالمركزية يهدد بتفكيك بلد متنوع طائفياً وإثنيا.
هذا الموقف يتوافق مع سياسة واشنطن التي استبعدت أي دعم للفيدرالية أو الحكم المحلي، وهو ما تعتبره الحكومة الانتقالية خطوة نحو تفكك الدولة.
تداعيات خطيرة على الأرض
أدت سياسات الشرع بالفعل إلى نتائج كارثية وفقا لما أشارت إليه المجلة، أبرزها:
- تصاعد العنف الطائفي: وقعت هجمات دموية ضد الأقليات، حيث قُتل أكثر من 1500 علوي في هجوم “انتقامي” في مارس، تلاه هجوم على قرى السويداء الدرزية في يوليو، ما أدى إلى مقتل المئات.
- انشقاق الأقليات: دفعت هذه الهجمات الأكراد في الشمال الشرقي إلى رفض تسليم أسلحتهم أو الانخراط في الجيش الجديد، كما انسحبت الحكومة من المحادثات التي كان من المقرر عقدها معهم في باريس.
- تزايد التدخل الخارجي: يمنح استمرار قمع الأقليات قوى خارجية مثل إسرائيل وإيران فرصاً أكبر للتدخل، مما يفاقم الأزمة.
الحل في اللامركزية
ترى المجلة أن الحل الأمثل يكمن في تبني صيغة حكم لامركزية تمنح الأقليات قدراً من السلطة الذاتية، مع بقاء الملفات السيادية (مثل الدفاع والمالية) في يد الحكومة المركزية.
وعلى الرغم من استمرار واشنطن في إبداء “ثقتها بكفاءة الشرع”، إلا أن هناك مؤشرات على انفتاح تدريجي على فكرة تقاسم السلطة، حيث أشار المبعوث الأمريكي توم باراك إلى تأييده لـ”شيء أقل من الفيدرالية”.
وفي الختام، تحذّر “فورين أفيرز” من أن تمسّك الحكومة المؤقتة بالمركزية سيؤدي إلى نتائج عكسية، بدءًا من تعميق الانقسامات الطائفية وإشعال العنف، وصولاً إلى إضعاف الاقتصاد وفقدان المصداقية الدولية. وتؤكد على أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك خطورة رسائلها، حتى لا تشجع دون قصد أخطر ميول الشرع، وهو ما قد يدفع سوريا مجددا إلى أتون حرب أهلية جديدة.
اقرأ أيضاً:استراتيجية الشرع: استخدام الدبلوماسية لترسيخ السلطة في سوريا الجديدة