توقعات بانخفاض إنتاج الزيتون في درعا
تواجه محافظة درعا هذا الموسم تحديات كبيرة في محصول الزيتون، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض كبير في الإنتاج بسبب عوامل متعددة، أبرزها الجفاف وظاهرة “المعاومة” التي تؤثر على إنتاج الأشجار.
تأثيرات الجفاف وارتفاع التكاليف
أدى انخفاض هطول الأمطار في الشتاء الماضي، الذي وصل إلى ثلث المعدل السنوي، إلى تأثير سلبي كبير على أشجار الزيتون.
يواجه المزارعون صعوبات في توفير الري الكافي، سواء بسبب عدم توفر مصادر المياه أو ارتفاع تكاليف الري من الآبار. كما أن التكاليف الباهظة لمكافحة الآفات دفعتهم للاقتصار على الحد الأدنى، مما يؤثر على جودة الثمار والزيت.
توقعات الإنتاج وأسعاره
وفقاً لمدير زراعة درعا، المهندس عاهد الزعبي، من المتوقع أن يبلغ إنتاج الزيتون هذا الموسم حوالي 17 ألف طن، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 40% مقارنةً بالسنوات السابقة.
هذا الانخفاض يعود بشكل أساسي إلى الجفاف وظاهرة المعاومة (وهي دورة طبيعية تتناوب فيها الأشجار بين الإنتاج الوفير والإنتاج القليل) بحسب تصريح لصحيفة “الحرية” السورية
أدى هذا الانخفاض المتوقع في الإنتاج إلى ارتفاع أسعار الزيتون وزيته. وقد بدأ هذا الارتفاع بالفعل، حيث زاد سعر صفيحة الزيت (16 كغ) من إنتاج الموسم الماضي من حوالي 500 ألف ليرة إلى ما يقارب 700 ألف ليرة.
جهود المزارعين ومواجهة الآفات
على الرغم من التحديات، يعمل المزارعون على ترميم المناطق المتضررة وزراعة أشجار جديدة، بعد أن أصبح مردود بيع الثمار والزيت محفزًا.
وفيما يتعلق بالآفات، أوضح المهندس حسن الصمادي، رئيس دائرة الشؤون الزراعية للصحيفة نفسها، أن الإصابة بآفة عين الطاووس ضعيفة هذا الموسم بسبب ارتفاع الحرارة وانخفاض الرطوبة.
ومع ذلك، هناك بعض الإصابات الأخرى مثل حلم أوراق الزيتون، الذي يسبب تشوهات في الأوراق والثمار. كما أكد على ضرورة مراقبة ذبابة ثمار الزيتون واستخدام المصائد الفرمونية أو المكافحة عند الحاجة.
دورة الإنتاج وظاهرة “المعاومة”
يشير الخبير الزراعي المهندس محمد الشحادات إلى أن هذا الموسم يعتبر “سنة معاومة”، حيث يقل إنتاج الأشجار بشكل طبيعي. إضافة إلى ذلك، أثرت موجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الإزهار على تساقط نسبة كبيرة من العقد، مما أضعف الغلة بشكل عام.
ولكنه أضاف أن بعض الحقول التي حظيت بالخدمة الجيدة والري المستمر، خاصةً تلك التي ليست في دورة المعاومة، سيكون إنتاجها جيدًا. كما أشار إلى أن موجة الحر ستؤدي إلى تلوّن الثمار مبكرًا، مما يعني أن زيتون هذا الموسم سيصل إلى الأسواق قبل موعده المعتاد.