تلوث “النترات”..محطتان لمعالجة المياه في ريف دمشق

يشهد ريف دمشق أزمة متواصلة في مياه الشرب، وسط شح المصادر وتلوث متكرر، في ظل أزمة الجفاف التي تعيشها البلاد. ويعاني السكان منذ سنوات من انقطاعات طويلة وتردي الشبكات وغياب الصيانة، ما دفع كثيرًا من العائلات للاعتماد على صهاريج المياه، رغم تكلفتها المرتفعة ومخاطرها الصحية.

في هذا السياق، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في ريف دمشق عن توقيع عقد لتنفيذ محطتين لتنقية المياه في بلدتي عدرا الجديدة ويلدا، بتمويل كامل من السفارة التشيكية في دمشق، وبقيمة تقديرية بلغت نحو 830 ألف دولار، بحسب ما نشرته المؤسسة عبر صفحتها الرسمية في 7 آب الجاري.

دوافع إنشاء المحطتين

مدير المؤسسة، أحمد درويش، أوضح أن اختيار عدرا الجديدة ويلدا جاء بعد اختبارات مخبرية لمياه الشرب أظهرت ارتفاع نسب مادة النترات إلى مستويات تفوق الحدود المسموح بها وفق المواصفات القياسية السورية، ما يستدعي التدخل العاجل لمعالجتها.

وأضاف درويش أن مادة النترات تُعد من المواد السامة التي تشكّل خطراً صحياً إذا تجاوزت تركيز 50 ملغ/ليتر، وهو الحد الأعلى المسموح به في المواصفات السورية، مؤكداً أن المحطتين الجديدتين ستعملان على خفض هذه النسب وضمان سلامة المياه قبل وصولها إلى المستهلكين.

معاناة السكان

في بلدة يلدا، يترقب الأهالي تشغيل المحطة الجديدة بعد سنوات من الاعتماد على مصادر بديلة للمياه.
تقول سناء النونو، وهي ربة منزل، إن انقطاع المياه عبر الشبكة كان متكرراً، ما يضطر العائلات لشراء مياه الصهاريج بأسعار مرتفعة، وغالباً من دون ضمان جودة، الأمر الذي تسبب بآلام بطن وإسهال متكرر لدى الأطفال.

أما محمد الحمصي، وهو موظف حكومي مقيم في البلدة، فأشار إلى أن العبء المالي كان الأشد على الأسر، إذ تحتاج بشكل دائم إلى شراء كميات إضافية من المياه، الأمر الذي يرهق ميزانيتها الشهرية، إضافة إلى الأعطال المستمرة في مضخات المياه التي تزيد من حدة الأزمة.

القدرة الاستيعابية والفوائد

وفق مدير مؤسسة المياه، ستبلغ القدرة الإنتاجية لكل محطة نحو 10 أمتار مكعبة في الساعة، ليستفيد منها قرابة 10 آلاف شخص، على أن يتم توزيع المياه المنتجة عبر شبكات خاصة وصولاً إلى مناهل مخصصة للاستخدام المنزلي.

وبيّن درويش أن المشروع ممول بالكامل من السفارة التشيكية، من دون أي مساهمة مالية من المؤسسة أو المحافظة، لافتاً إلى أن التنفيذ سيبدأ مع قريباً، ومن المخطط أن تُنجز الأعمال خلال شهرين لتدخل المحطتان الخدمة بحلول نهاية تشرين الأول المقبل.

أزمة ممتدة

التقارير المحلية السابقة وثقت استمرار معاناة بلدات عدة من نقص المياه في ريف دمشق، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، في ظل غياب رقابة كافية على جودتها. كما يشير مختصون إلى أن ضعف التمويل المخصص لمشاريع المياه وتباطؤ عمليات صيانة الشبكات المهترئة، يفاقمان الأزمة ويضاعفان الأعباء الصحية والاقتصادية على الأهالي.

اقرأ أيضاً:مقارنة بين تقرير الأمم المتحدة وتقرير اللجنة الوطنية حول أحداث الساحل

اقرأ أيضا:دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.