حلب تخطط لتفعيل المصانع التركية في “الشيخ نجار”
تعمل محافظة حلب على إعداد خطة لإعادة تشغيل المنشآت الصناعية المتوقفة في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، بالتوازي مع مشاورات مع جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (موصياد/MÜSİAD) حول تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الصناعية والتجارية.
وقال معاون محافظ حلب لشؤون الاستثمار، حازم لطفي، في تصريح لـ”عنب بلدي”، إن المحافظة مستعدة لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لإعادة تفعيل المصانع التركية الموجودة داخل المدينة الصناعية، مرحبًا بعودة المستثمرين الأتراك الذين يمتلكون منشآت متوقفة. وأضاف أن المحافظة تعمل على تلبية جميع المتطلبات الضرورية، مشيرًا إلى أن مشكلات البنية التحتية والخدمات لا تقتصر على الشيخ نجار وحده، بل تشمل عموم المحافظة.
وأوضح لطفي أن وضع المدينة الصناعية “جيد” من حيث توفر الكهرباء والمياه، مع استمرار أعمال الصيانة لشبكة الكهرباء ومحطات التحويل، وضخ مياه الشرب والمياه الصناعية بشكل منتظم. لكنه أشار إلى أن قطاع الاتصالات ما يزال يواجه صعوبات، رغم إصلاح أبراج شركات “سيريتل” و”MTN” وتحديث التغطية، إضافة إلى شبكات الإنترنت الفضائي، فيما تبقى خدمة “الفايبر نت” قيد الإعداد.
وأشار المسؤول إلى أن الاستثمارات التركية تمثل فرصة لتعزيز الصناعة الوطنية، من خلال تبادل الخبرات، والحوافز المشتركة، وفتح آفاق التصدير، مضيفًا أن المنافسة في بعض القطاعات مثل الصناعات النسيجية التي تقلصت تركيا استثماراتها فيها لأسباب بيئية، توفر فرصًا للصناعة المحلية في سوريا.
التسهيلات والتحديات
أكد لطفي أن المحافظة تقدم تسهيلات ضريبية، إلى جانب توفير العمالة منخفضة التكلفة لتشجيع دخول المستثمرين الأتراك والسوريين على حد سواء. فيما يتعلق بالبنية التحتية، ذكر أن أعمال الصيانة بدأت فعليًا في عدد من المرافق داخل المدينة الصناعية، مع الإشارة إلى أن الطريق الواصل إلى المدينة عبر حندرات–الشيخ نجار بحاجة إلى تعاون إضافي لإصلاحه.
وأشار إلى أن أحد أبرز التحديات هو القيود القانونية الواردة في المادة 51 من الإعلان الدستوري، التي تمنع اتخاذ قرارات سريعة لتحسين البنية التحتية، إذ تنص المادة على استمرار العمل بالقوانين النافذة ما لم يتم تعديلها أو إلغاؤها.
لقاء رسمي مع الوفد التركي
في 24 آب الحالي، زار وزير الاقتصاد والصناعة، محمد نضال الشعار، محافظة حلب والتقى المحافظ عزام الغريب، إضافة إلى وفد من جمعية “موصياد” التركية برئاسة نائب رئيس الجمعية، سليم باشدمير. وجرى خلال اللقاء بحث واقع القطاعين التجاري والصناعي في حلب، مع التركيز على إعادة تشغيل المنشآت المتوقفة في مدينة الشيخ نجار وتطوير البنية التحتية.
كما تناول الاجتماع توسيع آفاق التبادل التجاري بين سوريا وتركيا، حيث كشف باشدمير عن خطة الجمعية لافتتاح ثلاثة مراكز لها في سوريا، في اعزاز وحلب ودمشق، بهدف تعزيز التواصل التجاري وتطوير المشاريع الاستثمارية، خصوصًا في مجالات الصناعة وإعادة الإعمار.
مشاريع وتعاون متعدد المجالات
تأتي زيارة الوفد التركي في سياق توسيع التعاون الاقتصادي بين دمشق وأنقرة، بما يشمل مشاريع استثمارية متعددة. وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أعلن في 22 آب عن فوز شركات تركية بمناقصة لتجديد وتوسيع مطار دمشق الدولي، مع بحث مشاريع مشابهة في حلب، مشيرًا إلى أن التمويل يشكل التحدي الأكبر لتنفيذ هذه المشاريع، وأن أنقرة تجري مباحثات مع دمشق ومؤسسات دولية لتأمين الدعم.
كما تشمل الخطط إعادة تفعيل خط السكك الحديدية بين غازي عينتاب وحلب بتكلفة تقديرية تبلغ 120 مليون دولار، بهدف تعزيز التجارة وخفض تكاليف النقل وتسهيل حركة البضائع والأفراد بين المدينتين. وتشمل المشاريع الأخرى مجالات النقل والبنية التحتية ضمن خطة أوسع لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين الجانبين.
اقرأ أيضاً:رفع العقوبات عن سوريا وعودتها لنظام سويفت تحول اقتصادي وفرصة استثمارية كبرى