مبعوث أمريكي: سوريا بحاجة إلى نظام لا مركزي يضمن وحدة مكوناتها
أكد توماس براك، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا، أن سوريا قد تكون بحاجة إلى دراسة بدائل عن النظام شديد المركزية المعمول به حاليًا.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة واشنطن بوست، أوضح براك وأوضح براك: “ليست فدرالية، بل شيء أقل من ذلك، يسمح للجميع بالحفاظ على وحدتهم وثقافتهم ولغتهم، وبعيدًا عن أي تهديد إسلامي“.
وأشار براك إلى أن “الجميع يتفق على ضرورة إيجاد مقاربة أكثر عقلانية لمستقبل سوريا”، مؤكدًا أن النقاش حول شكل الدولة السورية بات أمرًا ملحًا بعد أحداث السويداء الدامية.
تصاعد القلق في عرنة: الخوف والتمييز يطغيان على الحياة اليومية:
سلّط التقرير الضوء على بلدة عرنة ذات الغالبية الدرزية، الواقعة في ريف دمشق، حيث يشعر السكان بالخوف من مغادرة منازلهم بسبب العنف والتمييز الطائفي المتزايد. وقال نبيه كابول، أحد سكان البلدة: “كان لدينا أمل بسوريا جديدة، لكن هذه المرحلة أسوأ مما سبق”.
وأكدت الطالبة ريم أبو قيس أن الاتهامات الموجهة للدروز بمحاولة تقسيم سوريا ما هي إلا “تضليل”، مضيفة: “كلنا سوريون، وكلنا هنا معًا”.
مخاوف متصاعدة في الساحل السوري رغم محاولات التهدئة:
في جبلة على الساحل السوري، نقلت الصحيفة عن ضياء خير بك، رئيس البلدية، أن التوترات بين السكان العلويين والقوات الحكومية لا تزال قائمة، خاصة بعد مجزرة آذار/مارس. وأوضح أن السكان في حي الرميلي يعيشون بحذر شديد، ولا يخرجون ليلاً خوفًا من الاعتقالات أو المواجهات.
وطالب خير بك بإشراك أبناء المنطقة في نقاط التفتيش، لكن الحكومة فضّلت جنودًا من إدلب، مما زاد من حالة التوتر.
خلافات بين دمشق وقسد تهدد تنفيذ الاتفاق السياسي:
أشارت الصحيفة إلى أن الخلاف الأكبر في سوريا حاليًا هو مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، والتي تسيطر على شمال شرق البلاد. فبالرغم من توقيع اتفاق لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية بين قسد والحكومة السورية في آذار/مارس الماضي، إلا أن تنفيذ الاتفاق تعرقل بسبب الخلاف على مستوى الحكم الذاتي في المناطق الكردية.
كما تسبب مؤتمر للأقليات في الحسكة، برعاية قسد، بموجة غضب من الحكومة السورية، خاصة بعد مطالبته بدولة لا مركزية. ورد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قائلاً إن المؤتمر “لا يمثل الشعب السوري”، واتهم المشاركين بـ”استغلال أحداث السويداء”.
الشرع يسعى لحكومة مركزية وسط تحديات داخلية وإقليمية:
يسعى الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع إلى تعزيز حكومة مركزية انطلاقًا من دمشق، مستندًا إلى رؤية تنموية تقوم على “الوحدة الوطنية والتطوير وإعادة الإعمار”، بدعم من دول خليجية كبرى.
إلا أن الأوضاع الميدانية والانقسامات المجتمعية تقف عائقًا أمام تطبيق هذه الرؤية، بحسب حايد حايد، الزميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس في لندن. وأوضح أن “كل أسبوع يمضي يزيد من تعقيد الوضع”، داعيًا إلى حوار وطني شامل بين جميع مكونات المجتمع السوري.
وأكد حايد أن رفع العقوبات قد يساعد، لكن الحل الحقيقي يجب أن يكون سياسيًا لا أمنيًا، مشيرًا إلى أن “فرض السيطرة بالقوة لم يُجْدِ نفعًا”.
هل تتجه سوريا إلى التفكك؟ تساؤلات مشروعة في ظل تصاعد التوترات:
تختم صحيفة واشنطن بوست تقريرها بطرح سؤال محوري: هل تتجه سوريا إلى التفكك؟
في ظل تصاعد العنف، وتنامي مطالب الأقليات بالحكم الذاتي، وفشل الحكومة الجديدة في احتواء الأزمة، يبقى مستقبل الوحدة السورية محل جدل داخلي وخارجي.
إقرأ أيضاً: مفاوضات اللامركزية تنطلق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية
إقرأ أيضاً: مؤتمر الحسكة: قسد تسعى لتكريس تحالف الأقليات وتعزيز مطلب اللا مركزية في سوريا