بلدية الحسكة تفرض رسوم مرتفعة على أصحاب المحلات لتمويل مشروع تجميل سوق حي المفتي
أطلقت بلدية الحسكة شمال شرق سوريا مشروعاً لتأهيل وتجميل سوق حي المفتي وسط المدينة، بتكلفة تقدَّر بحوالي 131 ألف دولار ومدة تنفيذ تصل إلى 45 يوماً، وفق ما ذكر مسؤول في الدائرة الفنية بالبلدية.
يتضمن المشروع بحسب موقع نورث برس، إعادة بناء الأرصفة بحجر الإنترلوك، ومد الشوارع بالحجر البازلتي، إضافة إلى أعمال التشجير، وتركيب أعمدة إنارة وسلال قمامة. لكن ما أثار الجدل هو فرض رسوم مالية مرتفعة على أصحاب المحلات التجارية لتمويل المشروع، وسط انتقادات واتهامات للبلدية بغياب الشفافية.
آلية احتساب الرسوم
اعتمدت البلدية آلية معقدة لحساب المبالغ، تقوم على:
طول واجهة المحل × نصف عرض الشارع (8 أمتار) × 16 دولاراً لكل متر مربع.
وبناءً على ذلك، تراوحت الرسوم بين 300 و3700 دولار أميركي، بحسب مساحة واجهة كل محل.
استياء التجار
أصحاب المحلات وصفوا الرسوم بأنها مجحفة، خاصة أنها تفوق بكثير رسوم الرخصة الإدارية السنوية السابقة، التي لم تكن تتجاوز بضع عشرات من الدولارات (بين 50 ألفاً و200 ألف ليرة سورية).
أحد أصحاب محلات المواد الغذائية دفع 460 دولاراً، في حين أن رخصته السنوية كانت لا تتجاوز 108 آلاف ليرة سورية.
صاحب محل أحذية فوجئ بفرض 475 دولاراً، رغم أنه لم يكن ملزماً سابقاً باستخراج رخصة.
أحد المولات الكبيرة فرضت عليه البلدية مبلغ 3700 دولار بسبب واجهة بعرض 12 متراً، ما أثار تساؤلات حول عدالة المعايير.
اعتراضات إضافية
لم تقتصر المشكلة على التكاليف المالية، إذ قامت البلدية بإزالة البلاط والسيراميك والإنارة التي سبق أن وضعها أصحاب المحلات أمام واجهاتهم، بحجة توحيد الشكل الجمالي للشارع. الأمر الذي أجبر العديد منهم على دفع مبالغ إضافية لإعادة التجميل.
خلفية السوق
سوق حي المفتي ازدهر خلال السنوات الماضية كبديل عن السوق المركزي الذي كان خاضعاً لسيطرة النظام السابق، حيث منع السكان من دخوله خوفاً من الملاحقة الأمنية، ما جعل السوق الجديد مركزاً للحركة التجارية ويضم أكثر من 200 محل تجاري.
البلدية vs السكان
البلدية تؤكد أن الهدف من المشروع هو تحسين البنية التحتية وخدمة السكان، مشيرة إلى أن مساهمة أصحاب المحلات تقابلها إعفاءات من الرسوم السنوية.
أصحاب المحلات يعتبرون أن المشروع يمثل استغلالاً لأموالهم، وأن التكاليف التي يفترض أن تتحملها البلدية نُقلت إليهم دون مبررات واضحة.
تحوّل مشروع تجميل سوق حي المفتي في الحسكة من مبادرة لتطوير البنية التحتية إلى عبء مالي أثار غضب واستياء أصحاب المحلات، في ظل غياب الشفافية وغياب التواصل الفعّال مع السكان.
إقرأ أيضاً: الأرياف المنسية في دير الزور والحسكة: أزمة صحية تهدد حياة آلاف السكان
إقرأ أيضاً: دمشق تغلق معابر مع مناطق قسد: انعكاسات اقتصادية وتوتر عسكري مرشح للتفاقم