تكثّف قوات الاحتلال “الإسرائيلي” نشاطها في جنوب سوريا بالرغم من الحديث عن اقتراب “تفاهم أمني” بين سوريا والكيان، وإمكانية عودة النشاط الروسي لجنوبي سوريا ليكون عامل توازن بين الطرفين بناءً على رغبةٍ سورية في ذلك، عقب زيارة وفد سوريا إلى موسكو في الأيام الفائتة.
خطوةٌ حملت معها تصوّرات بخلق خطّ تواصل ساخن بين روسيا و”إسرائيل” شبيه بأيام النظام السوري قبل سقوطه، وبدء تغيّر المشهد هناك أساسًا، منذ اتفاق 2018 وما حمله من توزع لنقاط المراقبة العسكرية الروسية لتكون كبسولة التهدئة بعد خروج المجموعات التي تعاونت مع “إسرائيل” آنذاك باتفاق رعته روسيا وكان من إفرازاته صياغة واقعٍ جديدٍ هناك.
في هذا السياق، لم يقتصر نشاط الاحتلال على إقامة قواعد عسكرية، ومطارات إنزال، وعمليات توغل مستمرّة فحسب. بل تعدّى الأمر ذلك، بتوسيع رقعة الاعتقال بسطوة الترهيب ومزاعم الانتماء لخلايا تناهض الاحتلال في جنوبي سوريا، ولا سيما القنيطرة، وهي محاولة بات واضحًا هدفها في فرض أمر واقع يُجبر معه أهل جنوبي البلاد على القَبول به، والرضوخ لسياسات الترهيب والترغيب معًا، وتوفير سُبل “حضن الضد”.
في قرية طرنجة شمال القنيطرة، توغلت قوة من جيش الاحتلال بهدف اعتقال مواطن سوري هناك، بعد أن شهدت المنطقة تحركات عسكرية ناشطة من موقع “تل الأحمر الغربي”، ومواصلتها باتجاه بلدة حضر أيضًا، المنطقة التي ثبتت فيها قوة الاحتلال نقطةً في منزل غير مسكون قبل فترة أسبوع تقريبًا ليكون نقطة فصل بين طرنجة وحضر، لتثبيت سيطرة ميدانيّة تقطع تواصل الطرق الرئيس بين البلدات.
مع عملية الاعتقال التي حدثت في طرنجة، بتاريخ 11 آب، بحق المواطن “ك.ب”، والتي حدثت في ظلّ ترهيب واسع وتفتيش منازل ونشر عناصر مشاة بواقع 50 عنصًرا. يكون عدد المعتقلين السوريين لدى الاحتلال بعد سقوط النظام وصل لنحو 28 مواطنًا في مناطق متفرّقة وبظروف متفاوتة. وفق الآتي:
– بلغت نسبة الاعتقال في طرنجة، شمال القنيطرة 4 أفراد، 3 منهم من عائلة واحدة.
– وفي قرية السويسة 3 أفراد من عائلة الهتيمي.
– أما في قرية الدواية، 4 أفراد بينهم قاصر( شادي مروان الكريان) ، وينحدرون جميعهم من عائلة الكريان.
– في قرية جباثا الخشب الشاب “صدام” أما في جبا الشاب “علي حمادة” وفرد آخر في الصمدانية الغربية.
– في عين زيوان فرد واحد، لم نتمكن من معرفة هويته، وتم اعتقاله بنفس حادثة الاعتقال التي حدثت في قرى: عين زيوان، الدواية الكبيرة، السويسة.
– أمّا نسبة الاعتقال الأكبر، فهي في بيت جن، وهم 7 أفراد، 2 منهم من عائلة حمادة وهم “علي قاسم حمادة، ومحمد بديع حمادة”، و 3 من عائلة الصفدي وهم: “محمد، وحسام، وأحمد الصفدي”، و 2 هما: “مأمون السعدي، وعامر البدوي”.
– في أم اللوقس فرد واحد، وهو “محمد محسن السالم”
– في صيدا الجولان: “علي العاصي”
– في العشة: “بشار الخلف”
– الأصبح: “حسن الجاسم”
– أما في حضر، ففردين، لم نتمكن من التعرّف لهُويتهما.
هذا ويذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات توغله في قرى القنيطرة، أحدثها يوم أمس في ريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، وبهدف الاعتقال في الـ11 من آب الحالي، بتكثيف حركة النشاط العسكري وتفعيل مكبرات الصوت والاستطلاع المُسيّر.
ويكون هذا الحال على صورته، دون أي تعليق رسمي سوري بشأن المواطنين المُعتقلين أو الإفادة بمصيرهم لأهلهم، في ظلّ ظروف مجهولة تحيط بمصيرهم المستقبليّ ومستقبل الجنوب السوري ككل.
إقرأ أيضاً: ما وراء طلب إسرائيل فتح ممر إنساني مباشر إلى السويداء؟
إقرأ أيضاً: انتهاكات إسرائيلية متزايدة تستهدف الصحافيين في جنوب سوريا