سويسرا تتمسك برفض استعادة مواطنيها من سوريا

أكدت وزارة الخارجية السويسرية، استمرار موقف الحكومة الرافض لإعادة المواطنين السويسريين البالغين المشتبه بانتمائهم لتنظيم “داعش” من الخارج، وبينهم محتجزون في مخيمي “الهول” و”روج” شمال شرقي سوريا.

وأوضحت الوزارة، في رد على استفسار هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (سويس إنفو)، أن قرار آذار 2019 ما زال نافذًا، وينص على عدم المبادرة إلى إعادة هؤلاء الأشخاص أو إصدار جوازات سفر لهم، والاكتفاء بتقديم الحماية القنصلية “في حدود الممكن” عند وجود تهديد مباشر على حياتهم أو سلامتهم.

وأضافت أنها تواصلت مع المحتجزين والمسؤولين الأكراد، وأجرت زيارة قنصلية إلى مخيم “روج” حيث تقيم امرأة سويسرية وابنتها، مشيرة إلى أن الأم رفضت عرضًا بإعادة طفلتها فقط.

هذا الموقف يتباين مع خطوات اتخذتها دول أوروبية أخرى مثل البوسنة وكوسوفو ومقدونيا الشمالية، التي أعادت مقاتلين مرتبطين بالتنظيم لمحاكمتهم، فيما أصدرت السويد وفرنسا وبلجيكا أحكامًا بحق العائدين بتهم ارتكاب جرائم حرب، وأطلقت النرويج والسويد والدنمارك برامج لإزالة التطرف وإعادة الإدماج.

مخيمات وسجون مكتظة
بحسب “وحدات حماية الشعب”، يوجد في سجون شمال شرقي سوريا نحو 12 ألف معتقل قاتلوا في صفوف التنظيم، ينحدرون من 55 جنسية غربية وعربية، معظمهم من سوريا والعراق. ويُعد سجن “غويران” في الحسكة الأكبر من حيث عدد المحتجزين (نحو خمسة آلاف)، وشهد سابقًا محاولات تمرد مسلحة.

تصاعد التهديدات الأمنية في “الهول”
يشهد مخيم “الهول” جنوب الحسكة توترًا أمنيًا متزايدًا، مع نشاط خلايا نائمة موالية للتنظيم، تقودها نساء في قسم المهاجرات الأجنبيات شكّلن ما يُعرف بـ”جهاز الحسبة”. ونفّذت هذه المجموعات، في 2 آب، أعمال تخريب وحرق استهدفت ثلاثة مراكز لمنظمات إنسانية واعتدت على فرق إغاثة، ما دفع بعض المؤسسات إلى تعليق عملها.

وفي 30 تموز، نفذت “قسد” بدعم التحالف الدولي عملية أمنية اعتقلت خلالها الأمير العسكري للخلايا النائمة في المخيم، محمود صافي الأول، وشرعيًا مكلفًا بتجنيد الأطفال يدعى عبد الرزاق محمود السلامة.

الولايات المتحدة تستعيد مواطنًا قاصرًا
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية استعادة مواطن أمريكي قاصر من أحد مخيمات شمال شرقي سوريا، بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي وهيئة الجمارك وحماية الحدود ووزارة الدفاع. وأوضحت أن الطفل “لم يعرف الحياة خارج المخيمات” والآن بات أمامه فرصة لمستقبل بعيد عن تأثيرات التنظيم.

ودعت واشنطن الدول الأخرى إلى إعادة مواطنيها من المخيمات والسجون في شمال شرقي سوريا، وإعادة تأهيلهم وإدماجهم وضمان محاسبتهم، مؤكدة أن هذا هو الحل المستدام للأزمة الإنسانية والأمنية في المنطقة.

اقرا أيضاً:تنظيم داعش في سوريا: أكثر من 100 هجوم منذ بداية 2025 يثير المخاوف الأمنية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.