موجة الحر تدمّر 40% من المحاصيل الزراعية في القامشلي
تسببت موجة حر شديدة اجتاحت ريف القامشلي الشرقي هذا العام في تلف نحو 40% من محاصيل الخضار، مما ألحق خسائر فادحة بالمزارعين.
يواجه هؤلاء المزارعون تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، ونقص الدعم المادي واللوجستي، مما جعل موسمهم الزراعي “تعيساً” على حد وصف أحدهم.
ويشكو المزارع إبراهيم عبد الله من قرية تل معروف لموقع “نورث برس” من أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تلف معظم محاصيله، مشيراً إلى أنهم اضطروا لشراء الخضار من مناطق أخرى بعد أن كانت منطقتهم تعتمد على إنتاجها الذاتي.
وأوضح أن غياب الدعم المادي، مثل ارتفاع أسعار المازوت وعدم القدرة على تركيب ألواح الطاقة الشمسية، منعه من زراعة 300 دونم من أرضه.
كما أن زراعة البطاطا هذا الموسم لم تحقق سوى خسائر كبيرة، حيث أشار إلى أنه “كبّ نص الموسم” رغم التكاليف الباهظة من أجور عمال وأسمدة.
من جانبه، أكد المزارع ضياء الدين من قرية تل حميس أن موجة الحر ونقص الدعم من المحروقات والأسمدة والبذور كان لها أثر مدمر على موسم الخضار. ولفت إلى أن سعر لتر المازوت وصل إلى 6000 ليرة سورية مما يشكل عبئاً إضافياً على المزارعين، وقد اضطر المزارعون إلى بيع محاصيلهم بأسعار منخفضة لتجنب المزيد من الخسائر، مما أدى إلى تخفيض أجور العمال إلى النصف، وهو ما لم يكن كافيا لتفادي الخسارة.
وفي سياق متصل، أوضح عباس محمد، مزارع آخر، أنهم باعوا محصول البطاطا بـ 1500 ليرة سورية للكيلو، بينما كانت تكلفة إنتاجه 2000 ليرة، مما يعني خسارة مباشرة. وأشار إلى أن تكاليف الإنتاج الزراعي، من بذور وأسمدة، تُشترى بالدولار، بينما تُباع المحاصيل بالليرة السورية، مما يزيد من حجم الخسائر، وأكد أن طلباتهم للحصول على الدعم من الهيئة الزراعية لم تلقَ أي استجابة.
تعكس هذه المعاناة حجم التحديات المناخية والاقتصادية التي يواجهها مزارعو القامشلي، وتبرز الحاجة الملحة إلى توفير الدعم اللازم والحلول المستدامة لمواجهة تأثير موجات الحر والحفاظ على الأمن الغذائي في المنطقة.
اقرأ أيضاً:الجفاف القاتل يوجع الفلاحين السوريين: انهيار الزراعة ومخاوف من تدهور الأمن الغذائي
اقرأ أيضاً: برنامج الأغذية: 16 مليون سوري مهددون بالجوع وسط أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً