السلطات السورية الجديدة تفتح ملفات تجار دمشق وحلب القديمة.. هل بدأ الابتزاز المالي؟
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات السورية الجديدة بدأت منذ نحو 3 أشهر بعملية مراجعة وإعادة فتح ملفات قديمة تعود إلى أرشيف كل من شعبة الأمن السياسي والمخابرات العامة، تستهدف فيها كبار التجار في دمشق وحلب الذين نشطوا خلال عهد النظام السابق.
وبحسب مصادر موثوقة حصل عليها المرصد، تأتي هذه الخطوة في إطار فرض إتاوات مالية كبيرة على هؤلاء التجار، وذلك بذريعة عدم دعمهم للثورة السورية عند انطلاقتها في عام 2011، بل واتهام بعضهم بمساندة نظام بشار الأسد في تلك الفترة.
“ابتزاز منظم” تحت غطاء ملفات أمنية
وبحسب المرصد فإن هذه الإجراءات تتم تحت شعار متكرر: “أين كنت منذ 14 سنة؟”، حيث يُستخدم هذا السؤال كمدخل لإعادة فتح ملفات أمنية قديمة لتُستخدم كأدوات ابتزاز اقتصادي. وتُفرض على التجار مبالغ ضخمة مقابل تسويات مالية أو غضّ النظر عن ملاحقات قانونية أو أمنية.
غضب في الأوساط الاقتصادية: مخاوف من عودة الفساد وتقييد السوق الحرة
أثارت هذه الإجراءات استياءً واسعًا بين كبار التجار والصناعيين في كل من حلب ودمشق، واعتبروها استمرارًا لسياسات الفساد والاحتكار التي سادت خلال النظام السابق، حيث كانت الأجهزة الأمنية تتحكم بالحياة الاقتصادية وتُخضع رجال الأعمال للولاء السياسي مقابل حماية مصالحهم.
وترى الأوساط التجارية أن ما يجري حاليًا يُشكّل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد السوري، عبر ضرب ثقة المستثمرين وتعميق الانكماش الاقتصادي، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى خطوات جادة نحو الاستقرار المالي وفتح الأسواق لا إلى تكبيلها بسياسات الجباية والتهديد.
عودة أساليب النظام السابق تثير القلق بشأن مستقبل إدارة الاقتصاد
وتأتي هذه التطورات في ظل محاولات السلطات السورية الجديدة فرض سيطرتها على المشهد الاقتصادي، إلا أن اعتمادها على إعادة إنتاج أدوات النظام الأمني السابق مثل الضغط المالي والملفات الأمنية قد يُعزز مناخًا من الريبة وعدم الاستقرار في السوق.
ويُحذّر مراقبون من أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال، وتعميق أزمة الثقة في الإدارة الاقتصادية الجديدة، ما سيُفاقم من معاناة الاقتصاد الوطني ويُعيق أي محاولة لإعادة الإعمار أو جذب الاستثمارات.
إقرأ أيضاً: تجار حلب ودمشق يحتجون على قرارات تهدد نظام الفروغ التجاري
إقرأ أيضاً: فوضى الأسعار في سوريا تتفاقم مع اقتصاد السوق الحر