بصرى الشام بريف درعا تواجه أزمة مياه حادة

تشهد مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي أزمة متفاقمة في مياه الشرب، حيث يعاني سكانها من انقطاعات شبه دائمة في إمدادات المياه من الشبكة العامة، ما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على شراء مياه الصهاريج بأسعار مرتفعة تشكل عبئًا كبيرًا على ميزانياتهم.

وأشار رئيس المجلس البلدي، المهندس عبد الله المقداد، إلى أن الأزمة تفاقمت مع جفاف أحد الآبار الأساسية المغذية لمحطة ضخ المياه في بلدة صماد شرقي المدينة، إضافة إلى تراجع منسوب باقي الآبار وعدم كفايتها لتلبية الطلب المتزايد، خصوصاً بعد استقبال المدينة حوالي 500 عائلة نازحة من محافظة السويداء.

وتزيد الانقطاعات المتكررة للكهرباء من حدة المشكلة، إذ تؤدي إلى توقف مضخات ضخ المياه من المحطة إلى شبكة التوزيع، مع وجود تعديات على خط نقل المياه وخطوط الكهرباء من قبل أصحاب مشاريع خاصة، ما يفاقم الأضرار ويهدد استقرار شبكة المياه.

من جهته، أكد الناشط الإعلامي نضر الدوس أن هذه التعديات تشمل سرقة أنابيب المياه وتوصيلات غير قانونية تسبب تسرب المياه، بالإضافة إلى العبث بخطوط الكهرباء المغذية للمضخات، مطالبًا الجهات المختصة بالتدخل السريع وفرض عقوبات رادعة للمخالفين لضمان استقرار الإمدادات.

ويضطر السكان إلى شراء مياه الصهاريج من آبار خاصة بأسعار تتراوح بين 150 و200 ألف ليرة سورية للصهريج الواحد، وهو ما يعادل نحو 15 إلى 20 دولارًا، ما يشكل عبئًا مالياً كبيرًا مقارنة بدخل معظم الأسر، خاصة وأن الصهريج الواحد لا يكفي عائلة متوسطة الحجم لأكثر من عشرة أيام.

وفي ظل غلاء الأسعار وتدهور الوضع المعيشي، يعاني العديد من السكان مثل عماد الفارس، العامل في الأعمال الحرة، من ارتفاع تكاليف الحصول على المياه، حيث بات الاشتراك الأسبوعي للمياه يكلفه ما يصل إلى 75 ألف ليرة، مع استمرار ارتفاع أسعار الصهاريج.

ويأمل الأهالي في تحرك فاعل من الجهات المعنية لإصلاح شبكات المياه، وحفر آبار جديدة، وتنظيم عمل صهاريج المياه الخاصة، لضمان إيصال مياه نظيفة بأسعار مناسبة، قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤثر على حياة عشرات الآلاف من السكان الذين يواجهون أصلاً ضغوطًا اقتصادية ومعيشية كبيرة.

إقرأ أيضاً: برنامج تقنين مياه جديد في دمشق لمواجهة تراجع الموارد المائية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.