تراجع سوق ألبسة البالة في إدلب تحت ضغط الرسوم والتكاليف

شهد سوق الألبسة المستعملة في مدينة إدلب شمالي سوريا تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر الأخيرة، بعدما كانت تشكل مصدر رزق مهم لعدد كبير من العائلات وملاذاً للطبقات ذات الدخل المحدود.

يرجع هذا التراجع بشكل رئيسي إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة بداية العام الحالي على استيراد الألبسة المستعملة، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة البضائع بشكل كبير. فاتن الطه، أرملة وأم لأربعة أطفال، كانت تعتمد على شراء وبيع “الرصة” من الألبسة المستعملة، لكنها تعرضت لخسائر بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع عدد الزبائن، الأمر الذي دفعها للتوقف عن بيع هذه البضائع والعودة إلى بيع المواد الغذائية المنزلية.

كما أكد عبد الملك العمر، تاجر ألبسة مستعملة في ريف إدلب، أن الرسوم الجمركية الجديدة التي وصلت إلى 4000 دولار للطن الواحد شكّلت عبئاً إضافياً كبيراً، معتبرًا أن الهدف من ذلك هو الحد من استيراد الألبسة المستعملة وتشجيع المنتجات المحلية.

ترافق ذلك مع قرار الإدارة المحلية في إدلب بإغلاق الأكشاك الصغيرة المعروفة بـ”البراكيات”، التي كانت منتشرة في الأحياء والأسواق، ما زاد من معاناة الباعة الذين اضطر كثيرون منهم إلى تحويل نشاطهم إلى بيع منتجات أخرى أو إغلاق محالهم.

ويعاني الباعة من ارتفاع الإيجارات التي تصل أحيانًا إلى 150 دولارًا شهريًا، ما يرفع من كلفة العمل ويدفعهم إلى رفع أسعار البضائع لتغطية المصاريف، وهو ما يصعب على الكثير من الزبائن من الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل.

وفي محاولة لتجاوز هذه التحديات، لجأ بعض الباعة إلى الأسواق الشعبية المتنقلة، حيث يقومون بتصفية بضائعهم بأسعار منخفضة تفادياً لخسائر أكبر. إلا أن هذه الأسواق لم تعد تلبي احتياجات العديد من الأسر الفقيرة كما كان سابقاً، حيث ارتفعت أسعار الألبسة المستعملة بشكل ملحوظ، ما جعلها خارج متناول البعض.

في ظل هذا الواقع، بدأ عدد من الباعة يفكرون في البحث عن بدائل تجارية أو العودة إلى مناطقهم الأصلية، خصوصاً مع استمرار ارتفاع الإيجارات وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها سكان إدلب، حيث لا يتجاوز متوسط رواتب الموظفين الحكوميين حوالي 125 دولاراً شهرياً.

يبقى سوق الألبسة المستعملة في إدلب يعاني من ضغوط كبيرة نتيجة التحديات الجمركية والاقتصادية، ما يهدد مصدر رزق العديد من الأسر ويفرض عليها البحث عن خيارات أخرى للبقاء في سوق العمل ضمن ظروف صعبة.

إقرأ أيضاً:بين سعرين وصمت رسمي: الليرة السورية تبحث عن قيمة في سوق لا تعترف بها

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.