وفاة ناشطة في السويداء تكشف أزمة الدواء والحصار
توفيت الناشطة السورية شهيرة فياض الطرودي عزام، المعروفة بـ”أم مارسيل”، اليوم الاثنين في منزلها ببلدة عريقة بمحافظة السويداء جنوب سوريا، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان وتدهور حالتها الصحية، في ظل صعوبات كبيرة تعرّضت لها للحصول على جرعات العلاج الضرورية.
وأفادت مصادر محلية بأن الحصار المفروض على المحافظة من قبل السلطات السورية الانتقالية، والذي تنفي الأخيرة وجوده، كان السبب الرئيسي وراء تعثر وصول الأدوية والعلاجات الأساسية إلى المرضى، مما أثر سلباً على حياة الناشطة وعشرات آخرين في المنطقة.
الناشطة “أم مارسيل” كانت من أبرز المشاركين في الاعتصامات التي انطلقت عام 2011، وعرفت بنشاطها الإنساني والسياسي، إضافة إلى انضمامها للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وهي شخصية معروفة بدورها في دعم الحراك المدني داخل المحافظة.
وفي تصريحات لشقيقها، نقلت منصة “السويداء 24” أن حالتها الصحية تدهورت بشكل حاد بسبب عدم تمكنها من تلقي جرعات علاج السرطان في مواعيدها، نتيجة نقص الأدوية وصعوبة إدخالها إلى المحافظة.
من جانب آخر، أطلق رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان في السويداء، الدكتور عدنان مقلد، عدة مناشدات تحذّر من النقص الحاد في أدوية السرطان وسط الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المحافظة، داعياً إلى تدخل عاجل لتوفير المستلزمات الطبية.
كما يعاني مرضى غسيل الكلى في السويداء من نقص حاد في المحاليل الطبية والأجهزة، إلى جانب صعوبات في التنقل بسبب شح المحروقات، ما يزيد من معاناتهم اليومية.
رغم انتشار أخبار تفيد بوصول شحنات أدوية سرطانية إلى المحافظة، نفى رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان هذه المعلومات، مؤكداً أن السويداء لم تستلم حتى الآن أي شحنة أدوية رسمية، وأن الوعود المتكررة لم تتحول إلى واقع ملموس.
وفي ظل هذا الواقع، أطلقت الجمعية حملة طوارئ إنسانية بين منتصف يوليو ومطلع أغسطس 2025، تمكنت من خلالها من تأمين الأدوية لأكثر من 230 مريضاً، بتمويل محلي وتبرعات فردية، وهو ما اعتبره الدكتور مقلد خطوة إيجابية لكنها غير كافية لسد احتياجات المرضى بالكامل.
وأشار إلى مبادرة من أحد “فاعلي الخير” تمكن من خلالها من توفير كمية أدوية بقيمة 3145 دولاراً وزعت على المرضى الأكثر حاجة، مؤكداً أن المسؤولية الفردية تلعب دوراً مهماً في مواجهة الأزمة، رغم غياب الدعم المؤسسي.
وتحذر الجمعية من أن استمرار الاعتماد على الجهود التطوعية والتبرعات لا يعد حلاً مستداماً، مطالبة بتدخل رسمي ودولي فاعل لضمان توافر الأدوية والخدمات الطبية الحيوية في المحافظة.
اقرأ أيضاً:لجنة تحقيق في مجازر السويداء: حياد مفقود ومقاطعة كاملة
اقرا أيضاً:ممر داود يعود للواجهة: تحالف جغرافي بين قسد ودروز السويداء يثير مخاوف تفكيك سوريا