الشرع يوجّه رسالة لأهالي حلب.. وواقع الخدمات يضع التحديات أمام التعهدات
في وقت تواصل فيه مدينة حلب مواجهة أزمات خدمية وأمنية متراكمة، كشف محافظ المدينة عزام الغريب عن لقاء جمعه برئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في دمشق، ناقش خلاله واقع المحافظة، ونقل على إثره رسالة تطمين وتعهدات تنموية من الرئيس إلى الأهالي.
وأوضح الغريب، عبر حسابه على “إنستغرام”، أن الشرع أكد له أهمية حلب كركيزة تاريخية وثورية واقتصادية في البلاد، متعهداً بتقديم الدعم اللازم للنهوض بمختلف القطاعات. وشملت التعهدات مجالات النقل، الزراعة، الصحة، الصناعة، والاستثمار، وسط تأكيد المحافظ عزمه على بذل الجهود لتحقيق هذه الأهداف.
خدمات متعثرة رغم التعهدات
لكن الواقع الخدمي في حلب لا يزال يشكل تحدياً كبيراً، إذ لم تسجّل المدينة تحسناً يُذكر في عدد ساعات الكهرباء رغم بدء ضخ الغاز من أذربيجان إلى سوريا، واعتماد محطة حلب الحرارية كمركز رئيسي للاستقبال. ومع استمرار غياب الكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة، لا سيما في أحياء حلب الشرقية المتضررة من الحرب، يعتمد الأهالي بشكل كامل على مولدات “الأمبيرات” التي تصل تكلفة الواحد منها إلى نحو 55 ألف ليرة أسبوعياً.
أما أزمة المياه، فتتفاقم مع بداية الصيف، حيث سجّلت تقارير محلية معدل انقطاع بلغ 8 أيام مقابل يوم ونصف من الضخ، وسط ارتفاع أسعار صهاريج المياه إلى مستويات ترهق السكان. وتثير التوترات العسكرية في محيط سد تشرين، المورد الرئيسي لمياه الشرب، مخاوف من انقطاعات جديدة، كما حدث سابقاً عند اندلاع مواجهات بين قسد والجيش السوري.
بنية اتصالات هشة ومخاوف أمنية قائمة
وفي قطاع الاتصالات، شهدت حلب خلال الأيام الأخيرة انقطاعات طويلة ومتكررة في خدمة الإنترنت الأرضي، إلى جانب ضعف الاتصالات عبر شبكات الهاتف المحمول، دون توضيح رسمي للأسباب. وتأتي هذه الأعطال بعد سلسلة من حوادث سرقة كابلات الإنترنت خلال الأشهر الماضية، تسببت بانقطاع الخدمة لأحياء كاملة لأسابيع.
أمنياً، وعلى الرغم من انخفاض نسبي في معدل الجرائم، لا تزال حلب تشهد حوادث خطرة، أبرزها مقتل مواطن وإصابة آخر في حي كرم الميسر. كما شهد حي الخالدية وفاة شاب نتيجة رصاصة طائشة خلال مشاجرة، أعقبها احتجاجات شعبية طالبت بنزع السلاح العشوائي وضبط الأمن.
تنظيم مروري
في محاولة لتحسين واقع النقل والفوضى المرورية، أطلقت محافظة حلب حملة لضبط المخالفات، أسفرت خلال عشرة أيام عن حجز أكثر من 770 دراجة نارية، وقرابة 1,170 سيارة، وتنظيم ما يزيد عن 2,200 مخالفة متنوعة.
طريق طويل ينتظر التنفيذ
رغم الرسائل الإيجابية والتعهدات الحكومية، يبقى تنفيذ هذه الوعود مرهوناً بقدرة السلطات على تجاوز العقبات الخدمية والأمنية التي تعيشها المدينة، وبما يضمن تحقيق تنمية حقيقية تعيد لحلب دورها المركزي في سوريا.
إقرأ أيضاً: الأحياء الشرقية في حلب: بين الإهمال الخدمي والأعباء المعيشية
إقرأ أيضاً: تفشي سرقات الدراجات النارية في سوريا: ضحايا من الفئات الفقيرة وتأثير البطالة