واقع صحي صعب في سوريا بين نقص التجهيزات الحكومية وارتفاع تكاليف

يعاني القطاع الصحي في سوريا من تحديات كبيرة تتمثل في نقص التجهيزات الطبية وانهيار البنية التحتية في المشافي الحكومية، في مقابل ارتفاع كبير في تكاليف العلاج في المشافي الخاصة التي يلجأ إليها كثير من المرضى لعدم توفر الأجهزة والخدمات الحديثة في القطاع العام.

عدد من المواطنين تحدثوا لـ”الوطن” معبرين عن إحباطهم من وضع المشافي الحكومية التي تفتقر إلى التجهيزات الضرورية، حيث أشاروا إلى تعطّل أجهزة حيوية مثل أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، مما يدفعهم إلى اللجوء للمشافي الخاصة التي تفرض عليهم أعباء مالية ثقيلة، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، وسط غياب ضمانات للأسعار المعقولة.

وفي المقابل، أشار أطباء إلى أن تكلفة العلاج في المشافي الخاصة مرتفعة للغاية، حيث يمكن أن تصل تكلفة الإقامة الليلية إلى أكثر من مليون ليرة سورية، فيما يتجاوز سعر سرير العناية الخاصة خمسة ملايين ليرة، مما يجعل خيارات العلاج صعبة أمام المواطنين.

مدير مشفى دمشق “المجتهد”، محمد الحلبوني، تحدث عن إهمال البنية التحتية وتلف المعدات الطبية على مدى أكثر من عقد، مشيراً إلى أن تكلفة صيانة الأجهزة تتجاوز أحياناً تكلفة شراء أجهزة جديدة. وأوضح وجود جهاز طبقي محوري معطل تماماً وآخر مهدد بالتوقف، إضافة إلى جهازين للرنين المغناطيسي خارج الخدمة، مع العمل حالياً على إصلاح أحدهما، لكنه أشار إلى نقص حاد في عدد هذه الأجهزة مقارنة بعدد المرضى.

ودعا الحلبوني إلى تعزيز دعم المشافي من القطاع الخاص المختص في التجهيزات الطبية، كما عبر عن أسفه لضعف هذا الدعم رغم الخدمات التي يقدمها المشفى للمواطنين.

وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة عن وجود متابعة على مستوى وزارة الصحة لوضع المشافي، حيث أشار وزير الصحة في تصريحات سابقة إلى جهود مستمرة لإعادة بناء النظام الصحي المتضرر، عبر تأهيل المباني، وتحديث الكوادر، وتأمين الأجهزة الحديثة، مع التركيز على دعم الرعاية الصحية الأولية ورفع مستوى الخدمات بشكل تدريجي.

اقراً أيضاً: أطباء سوريون: نُعامل كمحتجزين في مشافي وزارة الدفاع ونُحرم من حقوقنا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.