تنسيق أمني بين دمشق وبغداد: العراق يطرح دروس ما بعد صدام
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع الحكومة السورية الجديدة، خصوصًا في المجال الأمني، في ظل استمرار التحديات المرتبطة بتنظيم “داعش” الذي لايزال ينشط في الأراضي السورية.
وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” نشرت اليوم، الثلاثاء 29 تموز، أشار السوداني إلى وجود ما وصفه بـ”عدو مشترك” بين البلدين، في إشارة إلى خلايا التنظيم، موضحًا أن العراق يضع خبرته في التعامل مع مرحلة ما بعد صدام حسين أمام السوريين، محذرًا من تكرار الأخطاء ذاتها، لا سيما تلك التي أفضت إلى فراغ أمني أعقبه تصاعد العنف الطائفي وصعود التنظيمات المسلحة.
السوداني دعا القيادة السورية إلى تبني “عملية سياسية شاملة” تضم مختلف الطوائف والمكونات، مشددًا في الوقت ذاته على رفض بلاده لأي محاولة لتقسيم سوريا أو فرض وجود أجنبي على أراضيها، بما في ذلك التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري.
استمرار التنسيق مع التحالف الدولي
وفي تصريحات سابقة له بتاريخ 6 حزيران، قال وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، إن أمن سوريا والعراق مترابط، وإن بقاء قوات التحالف الدولي في الأراضي السورية لا يزال مطلوبًا في هذه المرحلة، لمنع عودة “داعش”. وأكد أن بغداد لم تتلقَ أي إشعار من واشنطن بشأن تعديلات في حجم أو جدول انتشار القوات الأميركية، مشيرًا إلى استمرار التنسيق مع التحالف الدولي دون تغييرات معلنة.
اتصالات متبادلة وزيارات رسمية
ترافقت التصريحات السياسية مع تحركات ميدانية ودبلوماسية بين الجانبين. ففي 1 نيسان 2025، أجرى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء العراقي، ناقش فيه الطرفان آفاق العلاقات الثنائية، وشددا على ضرورة فتح صفحة جديدة قائمة على التعاون المشترك والتنسيق الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين.
ويأتي هذا التوجه في سياق مراجعة عراقية شاملة لموقفها من الملف السوري، إذ كانت بغداد، مع قرب سقوط نظام الأسد، قد اختارت موقف “النأي بالنفس”، مع تعزيز حدودها منعًا لأي اختراق أمني من جانب مجموعات مسلحة.
اقرأ أيضاً: البوكمال–القائم.. شريان تجاري يعيد ربط دمشق وبغداد