تجنيد الأطفال في مناطق “قسد”: ظاهرة مقلقة تستدعي المعالجة

تتزايد المخاوف في شمال شرق سوريا بشأن استمرار حالات انخراط الأطفال في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، سواء من خلال التجنيد الطوعي أو القسري، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هؤلاء القُصّر في ظل بيئة أمنية غير مستقرة، وغياب بدائل تعليمية وتربوية آمنة.

من أبرز الحالات التي تم توثيقها مؤخراً، ما جرى مع الفتاة ميرنانة عمر والي (17 عاماً)، من قرية جارقلي في ريف مدينة عين العرب (كوباني)، والتي اختفت بتاريخ 19 تموز الجاري، وسط اتهامات من ذويها لعناصر من “الشبيبة الثورية” – وهي منظمة شبابية مرتبطة بـ”قسد” – بضمها إلى أحد معسكراتها دون موافقة العائلة.

تقارير حقوقية تشير إلى أعداد مرتفعة

وفقاً لما أوردته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، يُقدّر عدد الأطفال المتواجدين في معسكرات تابعة لـ”قسد” بما لا يقل عن 413 طفلاً، وهو ما يُشكّل تحدياً أمام الالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بحقوق الطفل، لا سيما ما يتعلق بالحماية من الانخراط المبكر في النزاعات المسلحة.

وتُحذر منظمات دولية من أن مشاركة القُصّر في الأعمال العسكرية قد تخلّف آثاراً نفسية وتعليمية طويلة الأمد، فضلاً عن إمكانية تعرّضهم لإصابات جسدية أو ظروف معيشية صعبة خلال فترة غيابهم عن ذويهم.

أثر على التعليم والأسرة

تشير التقارير إلى أن بعض الأطفال انقطعوا عن تعليمهم بعد التحاقهم بهذه المعسكرات، ما يؤثر على تطورهم الأكاديمي والاجتماعي. ومن بين الحالات المسجّلة، الفتاة خناف عبد الله شيخو (15 عاماً)، التي أفادت عائلتها بأنها كانت تتابع دراستها في مدرسة بحي الناصرة في الحسكة، قبل أن تُفقد وتُرجح العائلة انضمامها إلى إحدى المجموعات المسلحة.

قلق العائلات وحالة من الغموض

تعاني العديد من العائلات من غياب المعلومات عن أبنائها، وهو ما يسبب حالة من التوتر والقلق المستمر. وفي إحدى الحالات، ذكر والد طفلتين اختفيتا مطلع شهر آذار من ريف القامشلي أنه لجأ إلى مناشدة الجهات المعنية مراراً دون جدوى، ما جعله يُفكر باتخاذ خطوات يائسة للفت الأنظار إلى قضيته.

دعوات لحماية الطفولة وتعزيز البدائل

وسط هذه الوقائع، ترتفع الأصوات المطالبة بضرورة مراجعة السياسات المحلية تجاه القُصّر، والعمل على تأمين بيئة تعليمية وتربوية مستقرة تضمن بقاء الأطفال مع عائلاتهم، بعيداً عن التجنيد أو العسكرة، تماشياً مع الاتفاقيات الدولية وأحكام اتفاقية حقوق الطفل.

وتبقى الحاجة قائمة لتفعيل آليات الرقابة والمساءلة، ودعم المبادرات المجتمعية والمدنية التي تعمل على إعادة تأهيل الأطفال المتأثرين بالنزاع، وتمكينهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية بأمان.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية السوري يلتقي مسؤولاً إسرائيلياً في باريس برعاية أمريكية.. وإليكم أبرز بنود الاتفاق

اقرأ أيضاً: البوكمال–القائم.. شريان تجاري يعيد ربط دمشق وبغداد

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.