ظهرت منذ فترة وجيزة “حركات” بمسميات مختلفة، ورغم عدم الكشف عن هويتها وأفرادها، حاولت أن تصدر نفسها كحامل للمطالب الشعبية، مستغلة الواقع الاقتصادي المعيشي المتردي الذي تعاني منه البلاد، حتى لعبت دوراً في تحريض الشارع السوري للاحتجاج ضد الحكومة، والدعوة إلى تطبيق قرارات أممية وفق أهواء غربية لا تحترم السيادة السورية.
وفي الأيام القليلة الماضية بدأت الصورة تتضح أكثر فأكثر، لتظهر لنا أن “وطنية” هذه الحركات وانتمائها للشعب ما هي إلا حبر على ورق، وما الشعارات التي رفعتها سوى لتكسب تأييد الشارع وتنفذ من خلاله أجندتها بأريحية تامة، فباشرت هذه الجهات المجهولة بالتقرب من نشطاء معروفين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أصحاب “الشعبية” والجمهور، ومحاولة إغرائهم بمبالغ مالية طائلة، مقابل الانضمام إلى “حركاتهم” لاستخدام جمهورهم وتوجيهه ضد الدولة السورية.
البداية كانت من الناشط المعروف على وسائل التواصل الاجتماعي “غزوان محمد”، بتلقيه محادثة عبر “الفيسبوك” لشخص يدعى “محمود داوود”، وعرض عليه أن يكون قائداً في “الحركة” بالإضافة إلى مردود مادي شهري كبير بالدولار، مقابل الانضمام إليهم وتحريض جمهوره على الدولة السورية وحلفائها، وربط الأوضاع الاقتصادية السيئة بفشلها، بالإضافة إلى توجيه الجمهور لدعم الاحتجاجات القائمة في السويداء.
وقاموا بتهديده في حال رفضه الانضمام إلى صفوفهم، بأنه سيتم مهاجمته، واتهامه بالتعامل معهم منذ وقت طويل وفبركة محادثات تظهر صحة الموضوع، بالإضافة إلى نعته بعبارات طائفية.
وبعد أسبوع من الحادثة، عادت تلك “الحركات” إلى التقرب من المؤثرين لتجنيدهم وهذه المرة من باب الصحافة والإعلام، ليتلقى الصحفي والمذيع في الإخبارية السورية “طارق علي” رسالة عبر “الفيسبوك”، من حساب باسم “مريم إبراهيم” يتحدث من فرنسا، يطالبه بالانضمام إلى “الحركة”، ودعوة الناس إليها من خلال الترويج على أنها المنقذ الوحيد للبلاد، وحصر الفساد بأجهزة الدولة.
بالإضافة إلى بث الخوف في نفوس الرافضين لـ “الحركة”، وتهديدهم بالانتقام في حال استلامهم السلطة في البلاد، والترويج للقرار الأممي 2254، والادعاء بأن الحركة سورية ويقودها سوريون من الداخل ولا علاقة لأي طرف خارجي بها.
وطالبت “إبراهيم” من الصحفي دعم الحراك في محافظة السويداء، مشيرةً إلى دعم “الحركة” للحراك في السويداء من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي، كما اعترفت بوجود علاقة بين “حزب اللواء السوري” و”حركتهم”، وقيامهم بتحريك بعض الشبان من درعا باتجاه السويداء لتأجيج الأوضاع.
وعند سؤاله عن الضمانات، كان الرد “أستاذ نحن معنا دول بتدعمنا مو بس أشخاص، لهيك ماتخاف من شي”.
وقدمت “إبراهيم” عرضاً للصحفي، يتضمن راتباً شهرياً بقيمة 5 آلاف دولار أمريكي بالإضافة إلى مئات الدولارات مقابل كل مادة أو بث مباشر أو فيديو يقوم بنشره، وفق معطيات يتم طلبها منه، كما أبدت استعدادهم بتمويل الصحفي بغية “شراء” محتجين، لزيادة قاعدة “الحركة” الشعبية.